على حافة الحلم كان الملتقى؛ لقاء لم يقترفه أحدهما عن سبق إصرار وترصد؛ وحده القدر يجيد رقن الحكايات وحَبْكَ المصائر، وقد يتوارى هناك باسما ينتشي؛ ليٌتِيحَ مجالا لبراءة الطفولة؛ عندما نحل أول يوم بالمدرسة، ونَجِدُنَا بين أربعة جدران وتحت سقف واحد؛ بين مخلوقات تشبهنا؛ وأرواحٌ نُصِبتْ عَرْضَ...
- يالله ! ..هو ذا يحل في بلدتنا رزء جديد..
- ما الخبر؟!
- إنه ابن "ربيعة".. يرحل و نكهة لبنها لم تغادر ضرسه بعد..لم يمض على عرسه أكثر من ثلاثة أشهر.. اصطحب عروسه و رحل هناك إلى الشمال يدفعه طموح وإثبات للذات؛ لكني أظنه يلتمس لروحه بعض السلام.
- أراكُنّ ممتقعاتِ الوجوه.." الله يسمعنا...
بين أضلعه يرفرف قلب استبدّ به شوق إليها بعد طول غياب.. لسانه الأخرص يدخر حكايات صغيرة لبث يراكمها سنة كاملة..ثملةً بفرح اللقاء؛ تطالع وجهه بمقلتيها الباسمتين الناعستين؛ تطوف بكل ثنايا؛ وجهه تحصي أفراحه الموسمية الصغيرة؛ وكأنها لعبة شائقة تزدان بها أنامل صبي يتيم ذاق صنوف حرمان . لا عليك! تسر...