سحرُ ليل بغداد لا يكتملُ إلا مع دفءِ أنثى خمرية
"سمراء" صفة لطالما نُعتُّ بها منذ الطفولة، في البيتِ وبين أقاربي ذهبتْ سمراء، جاءتْ سمراء، وفي المدرسة طالبتنا الذكية تلك السمراء هناك، فازتْ بالتقييم المدرسي السنوي الأعلى السمراء، أفضلُ من يرسمُ في المدرسة السمراء، أفضلُ من يُلقي الخطابة...
حلم الهجرة.... مستقبلٌ جديدٌ مضيء.. أم زاوية أخرى مظلمة من العالم؟
الزمان: شتاء 2007 م.
المكان: المطار - العاصمة الأردنية عمان.
أصواتٌ مختلفة تعلو تارةً وتخفت أخرى، زحامٌ شديد ووجوهٌ كثيرةٌ حوله في كل مكان، يتحركُ ببطء وسطَ الباحةِ الكبيرة، منكسرَ النظرات منحني الظهر يحكم بإحدى يديه غلقَ...
لكل مدينةٍ حكاية… وحكايةُ مدينة الجدار تبدأ وتنتهي عند الجدار!
مدينةٌ صغيرةٌ نائية، لا تظهرُ ملامح أرضها في خرائطِ المحافظة، ليس لها اسمٌ و لربما كان لها فيما مضى قبل أن يتناساه الناس ولتكنى منذ ذلكَ الحين بـ(مدينة الجدار)!
يسألكَ أحدٌ ما:
من أين أنتَ؟
فتجيب:
من مواليد مدينة الجدار.
يعرفكَ...
يجلس صامتاً في شرفة شقته الفارهة، وجهٌ شاحب هزيل كأنه يعاني منذ زمن بعيدٍ من مرض عضال، عينان جاحظتان يشكوان الأرق وطول السهر، لم يكن يعرفُ منذ متى هو ساكن في جلسته تلك، كما لا يعرف لما يعتزل الزحام وما فيه من أناس ومُتع وسلوى وبات يلتزمُ الوحدة كل ليلة كأنها جزء من جسده.
قطعتْ عليه خلوته زوجته...
كم هو ساحرٌ إتقان السعادة وهي تطرز حروف نقوشها الفاضحة على أقمشة الوجنتين والشفاه فتستخدم الخيط الوردي المغري وخيط آخر من بريق النشوة في ضفيرة يتعانق فيها اللونان ببراعة فرشاة احترفت الرقص على الورق الأبيض لتترك مشهداً يخلب اللب ويُعلّق على جدران الذاكرة لما بقي من العمر!
كنتِ هنالكِ فنالكِ...
كانت عيناه الجاحظتان تتجولانِ في فضاء الغرفة بصمتٍ يغلفه القلق، تبحثانِ عن الأمان بعد أن بات الأملُ عزيزاً على النفس وحلَّ اليأس ضيفاً ثقيلاً على الصدر، لكن أين هو الأمان والخريفُ المتعجل قد اغتصب الشباب من جسده الفتي عنوة محولاً إياه إلى جسد نحيل يشبه في حاله الحزين جذع الشجرة المتيبس القديم...
سحرُ ليل بغداد لا يكتملُ إلا مع دفءِ أنثى خمرية
"سمراء" صفة لطالما نُعتُّ بها منذ الطفولة، في البيتِ وبين أقاربي ذهبتْ سمراء، جاءتْ سمراء، وفي المدرسة طالبتنا الذكية تلك السمراء هناك، فازتْ بالتقييم المدرسي السنوي الأعلى السمراء، أفضلُ من يرسمُ في المدرسة السمراء، أفضلُ من يُلقي الخطابة...