((هذا ما أعرفه : الموت هو الموت.
وما من أحدٍ عاد من موته
ليقول لنا شيئاً.))
سركون بولص، عظمة أخرى لكلب القبيلة.
لستُ شخصاً مختلفاً أو استثنائياً، فأنا أيضاً كنت صغيراً. وكنت أُصغي للحكايات كثيراً، برغبتي أو رغماً عني. كان أبي يزجرني إذا ما تجاوزت حدودي. أما أمي فكان أسلوبها في التربية يعتمد على...
ارتدى ملابسه وتأنّق كعادته في كل يوم جمعة. لمْ يُطل الوقوف أمام المرآة كما كان يفعل من قبل. لم يعُد يطيق رؤية الغضون في جبينه أو التجاعيد وقد خطت خطوطها في وجهه الذي انطفأت نضارته. أسرع بتمشيط شعره وهو يرى كم هو من السهل احصاء عدد الشعيرات القليلة التي لمْ تعدْ بيضاء بعْد في رأسه! عطّر ملابسه...
(من الضروري التنويه بأن.. تقريظ الفشل، وتناولً الطعام مع جثة، وهذه القصة.. هي وحدات سردية لعمل سردي واحد أكبر وأشمل..)
توطّدت علاقة سمير بزهير وانعقدت بينهما الصداقة والثقة العميقة والتفاهم الضمني في الرؤى والأفكار حول الحرب ولا معقوليتها. لم يكونا الوحيدين الذين تؤرقهما تلك الأفكار، فمعظم...
(أحد نصوص تفاحات إيروس)
تدور دائرة اليانغ والين* باستمرار، تتمزق الشرانق وتحلّق الفراشات الملوّنة بعيداً في الزرقة الصافية.. ينسلّ خيط الحرير ويمتدّ من الصين إلى السين عبر طريق الحرير ويلفّ جسد فاتنة العصور. تمسك في يدها كأساً زجاجيةً برّاقة من فينيسيا ترتشف النبيذ الأحمر، وتمسح فمها البلّوري...
(فصل من رواية محتملة!)
- أنت ولد فاشل!
.. تتنقّل من فشلٍ إلى فشل.. والله لقد غسلتُ يديّ منك وإلى الأبد..
كان أبي يفرك كفّاً بكفٍّ بعصبية بالغة وصبر نافد. وهو يواجهني بنظراته الحادة ويصرخ في وجهي بكلماته الغاضبة تلك. وأمي تستعطفنا بنظرات منكسرة وبعينين دامعتين.. وتتمتم بعبارات الدعاء لتمر...
العقل يصلّي في مكتبة المدينة
ينكبُّ على الأوراق
بخشوعٍ دنيويٍّ..
كان الوهم كحشرةٍ تمشي على (شريط موبيوس)* بلا نهاية، ظنّ أنّها لابثةٌ في الخارج ولمّا التفت رآها تسخر منه في الداخل. توّهم أنّ المكتبة هي ملجأه الأخير، وملاذه الآمن من هوج الجهلة وهوس القتلة.. استتر بالموسوعات واندسّ بين...
أيّها الحلُمُ، تجوّلْ وفتّشْ جيداً في الذاكرة، لعلك تجد (كلّي) المبعثر هناك.. الذي أسكنْتُه قطْعة قطْعة، في طبقاتها وغرفها وزواياها القَصية، حتى نسيتُ أغلب العناوين.. أحياناً يدلني وجهٌ أو صوتٌ أو عطرٌ على ما أريد، وأحياناً أفتح كل الأبواب وأقلّب كل الأدراج وأفـكّ كل الصُرر، فلا أحظى ببعض ما...
خرجت إلى البريّة الممتدّة حتى مشارف الربيع.. بسلّتها المهملة منذ الشتاء، بكّر الربيع في بثّ خصبه وسكْب عذوبته في العروق هذا العام. تورّدت بشرة الصبيّة بمزيج الضوء والعطور، وانتشت البهجة على وجنتيها، ورطّب شفتيها طعم الندى المتبخّر من الحشائش الغافية، تشبّعت روحها بالنسائم، وتنبهّت حواسها بوشوشات...