ديسمبر
ذاك الذي أسميه … سلة أحزاني
تلك التي تتبخر طول العام
تتكثف تحت سطوة البرد
وتسقط على رأسي
لحظةٌ دافئةٌ
تتخبأ بين طيات روحي
هوية أشهرها في مواجهة الذكريات
وحدها تقدر أن تنزع الشوك
من الصبارة التي تنبت تحت الغطاء
حين مددتُ يدي
لمستُ وجهي بارزاً كنحتٍ قديمٍ
لكنك نسيتَ أن الشتاء
الذي يهزمني...
كيف ل" ليون بيروليت"
أن يرسم أصابع " بائعة الورد" مقوسة هكذا ؟
هكذا …هكذا
عجزت أن أحاكيها
حتى آلمتني أصابعي
لم أستطع أن أفصص رمانة ًواحدة
وتذكرت قسوة البحر الذي أمضيت حلم ليلتي على سطحه
في قاربٍ صغير لا يتحرك
محاطة ًبالزرقة من فوقي ومن تحتي
الزرقة ذاتها التي في عين "بائعة الورد"
س ع
1-
أنت كما أنت
يحبك الشتاء
يرسل سلة الأحلام مغلفة إلى بابك
قميصك ذو الكم القصير
يكفي لأن يستر ما تعانيه من ألم
منديل صغير يهش الدموع عن عينيك
وأنت تداعب حبات المطر
2-
أنا كما أنا
رأسي المجهدة
عيناي التي لم تعد تبصر سوى صورتك
عظامي التي تئن من الوحشة
ما الذي أبحث عنه؟
ما الذي أخفيه تحت عشبة...
1-
كآبة ديسمبر
تلك التي تتكدس على بوابة الشتاء
عند انحناء الوقت على سقف غرفتي
لم يكن ثمة صرحٍ ممردٍ
لأكشف عن ساقيّ
كان هلام
وكنت اتكور كقطة
تحت عباءة الليل
وأحلم بالعرش
يأتي طائراً
على كف جنيّ
أفكر …
هل أجلس حافيةً
ربما أليق بالحب !
2-
كآبة ديسمبر
تتدحرج فوق النوافذ
وكان الزجاج يعكس صورةً...
رجل يتحدث إلى إمرأة
عيناه اسفنجتان
تمتصان حزنا ينسكب من عينيها
نحو شارع رتيب
كنت أنتظر في لهفة
أن تبادله المرأة نظرة
احتفظت بها لفنجان قهوتها
2-
سأرسم المشهد مرة أخرى
رأيت الحب واقفا في الطريق
رجل يهرول نحو محطة المترو
يبحث عن امرأة تعدو خلفه
ممسكة بهاتفها
كنت اتوق لرؤية اللهفة
كيف ستبدو في شارع...
تكسر طعم البرتقال على شفتي
ّ غير أن اللون نجا قليلا من التحريف
بعدما أفسدته الوراثة
سيان أن تقول…. برتقاليّ
أو تسقط الشمس في كوب ماء
" برتقاليّ "…لفظةٌ تدعو إلى البهجة المؤقتة
كأن تتذكر حبك القديم،
يطفو على السطح كفقاعةٍ
إن أطلت النظر إليها تلاشت،
لكنها توشم ذاكرتك
تتورم الحروف على جسدك،
متربصٌ...
أشجارٌ رشيقةٌ
تلقي أوراقها على أرصفة الروح
لتهدهد خطوتي
والسماء قريبة
وكان الياسمين يتسلل إلى غرفتي
على خيط المساء
يغار القمرُ الغارقُ في البحر
فيقفز في سريري
- متى أيتها الغريبة يذوب الملحُ،
من الدم المتناثر فوق خارطة الجسد؟
تقول المدينة وهي تشد الحقيبةَ
تقول الغريبة:
كل الضروري متاحٌ
لكنه...
أيها الباحثون عن قصيدة جديدة للغرام
انتبهوا/فرٓت من قلبي نبضةٌ
من يقتنصها فله روحي وبيتان من الــــــــــــــ
وجع!
(ك ث)
○☆○☆○☆○
وغيمتان من هديل الحمام ونجمة شاردة
له ما تبقى من خبايا الذكريات ، من الشجون
من الوجع الدفيئ المخبأ في عروق الصبايا
اللاتي يحلمن بالعشق والامسيات
(س. ع)
○☆○☆○☆○
له...
ينبغي عليك أن تواجه ألمك بلا مخدر،
أن تضعه في علبةٍ حمراء اللون
الألم الأزرق بلون الكدمة
يتناغم مع لون العلبة
عليك أن تطمئن على وجوده
انظر إليه
يُحدث الأمر وخزة
تُشعرك بالحياة
لا تتركه ممددا في علبته
تنساه أو تعتاده
اخرجه كل فترة
تأمل قسماته
امسح عليه بلا رفق
حتى لا يصدأ
علقه في رقبتك
ليلمس صدرك...
وحده الصبح يقدر على المواجهة
يوزع الساعات على آلامنا
لنسقط في سواقي المساء
مترعين بالحزن
مولعين بفكرة الصلب فوق الزمن
رسائل تأتي إلينا
مخباةً في جوف نسمةٍ
أو في أنين طيرٍ
هي ترانيم محشوةٌ بالوجع
تُصيرنا نحن المعذبين باعتلاء المشانق
قابلين للدهشة
كل التواريخ قابلةٌ للإعادة
لو اسقطنا الدقة...
(1)
انا هناك
القي حروفاً في إتجاهِ الريح
تحمل ما تبقى في دمائي من وهن
وجه المدينةِ أزرقٌ
والشوارعُ تختفي
الصمتُ يطبق كفيه على وجودي
والحزنُ مطرقةٌ تدقُ أبوابَ العدم
(2)
انا هنا
ألقي تعاويذي على قلبي
تحيلُ النبض إلى هوية
وتفك طلسمَ وحدتي
أصطفُ خلفَ يمامةٍ
لا تحددُ بوصلةً
ولا أَمَدَ إنتظار
(3)...
1-
في انتظار مارس
ذاك المغلف بالقلق
يناسبني…
التردد والارتباك
خطوة للأمام…
خطوة جانبية
كومتان من الغبار…
نسيم يحتضر
2-
على جانب الطريق
أُلقي معطفي
أقطع جيب سترتي
أفتت ذكرياتي الذابلة
3-
موسيقى الحصى
تناغم الخطوة وانصهار الجليد
انعكاس السماء على سطح البحيرة
ارتداد صوت عصفور على جذع شجرة
4-
في...
يقول الجبل للغريبة التي تتعلق بخيط ضوءٍ:
عانقي ظلي
تقول الغريبة:
أنا لا أخاف السقوط
...
يقول الماء للغريبة:
قبليني
تقول الغريبة:
أنا لا أخاف الغرق
...
تنقر الطيور في قلب الغريبة
تقول الغريبة:
هنا أعتادُ الألم!
د. سمية عسقلاني
* هوامش:
جريناو مدينة في جنوب المانيا