كان علي أن أزور يافا ثانية لأكتب عنها، وحين زرتها، الأربعاء الماضي، دخلت إليها في السادسة مساء ولم أنفق فيها نهارا سوى ساعتين وليلا سوى ساعة ونصف الساعة.
في الليل وأنا أنظر إلى البحر وأصغي إلى هدير أمواجه رأيت البحر وحشا يدخل الرعب في النفس. رأيته غامضا حقودا، بخلاف ما رأيته عصرا ومغربا. كانت...
منذ أصبت بالسكري ما عدت آكل التين بلا حساب. صرت أشتري الكيلو وأتناول منه حبة أو اثنتين أو ثلاث حبات يوميا، ومنذ استدللت على شجرة تين جارنا "أبو رياض " كففت عن شراء التين. الشجرة مزروعة قرب بيت الجار، ومن يقف أمامها لا يسبب حرجا لنفسه ولا ل "أبو رياض"،فهي في الشارع العام قرب سور المدرسة، ومع ذلك...
كلما قرأت أكثر اكتشفت أنني لا أعرف إلّا أقل القليل . وكلما قرأت أكثر وأكثر ونوّعت في قراءاتي لغير كاتب أعدت النظر في أحكام أرددها أحياناً كأنها خاتمة القول أو كأنها قول جهينة التي قطعت قول كل خطيب . والقراءة هي التي تجعلني أسخر من نفسي ومن المثل العربي . وهي التي تجعلني ، هذه الأيام ، أكرر مقولة...
في سيرته الذاتية " الأيام " يروي طه حسين عن ذلك الفتى الفقير الذي كانه . يروي طه عن ملابسه الرثة واتساخها بسبب طريقة أكله ويروي عن فقره المدقع ، يروي ذلك مجردا من نفسه شخصا آخر يتحدث عنه . كما لو أن طه حسين يحدثنا عن شخص مختلف عنه تماما حديثا قد يخجل منه لو قصه عن نفسه بضمير المتكلم .
يروي خليل...
حين أصدر الكاتب القصصي محمد نفاع مجموعته القصصية " التفاحة النهرية " خصصته بمقالة أتيت فيها على أدب المقاومة في فلسطين ١٩٤٨ . وفي فترة متأخرة التقيت به وتحدثنا عن أدباء المقاومة هناك . هل ذكرنا القاص توفيق فياض أم أنه غاب عن ذهنينا .
التقيت بأكثر أدباء المقاومة ، إلا توفيق زياد وسالم جبران...
في الذكرى السنوية لاحتلال اللد والرملة نشرنا أمس اعترافات نادرة قال ضابط إسرائيلي( أوري ياروم في كتابه : "جناح الترانيم" ) إنه سرق ساعة كبيرة من أحد بيوت مدينة اللد في نكبة 1948 وإنه ما زال يحتفظ بها معلقة في منزله مشيرا إلى أنه يشعر بـ وخزات ضمير " : "كلما تحرك عقرب الساعة يمنة ويسرة ويلازمه...
اعتدت، منذ بدأت اكتب النثر القصصي، في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من ق 20، ان ادون احلامي، رؤاي، كوابيس الحياة، لأدرجها فيما اكتب، وكنت، وأنا ادرس الادب العربي، قبل ذلك بسنوات، قرأت رواية نجيب محفوظ "اللص والكلاب"، وتوقف استاذنا، وهو يشرحها لنا، مطولاً امام رقعة الحلم فيها، وفيما بعد،...
على هامش مؤتمر ملتقى الرواية العربية الثاني في رام الله التقيت بكتاب عديدين وجرى بيننا حوار حول احتضار النقد والجوائز الأدبية وما كتبته شخصيا عن رواية الكاتبة العمانية جوخة الحارثي التي فازت روايتها "سيدات القمر" بجائزة مان بوكر للرواية العالمية، وهي جائزة تمنح إلى الرواية المترجمة إلى...
ستعيدني مقالة الشاعر والصديق علي الخليلي "تفاسير الحقيقة المفزعة" (الأيام 21/6/2004) التي كتبها بعد قراءته مقالة الشاعر أمجد ناصر "الفلسطينيون والكتابة عن اليومي" (الأيام 15/6/2004)، ستعيدني الى تلك الايام، ايام الاحتلال والحصار الثقافي المريع، حصار ما بين 67 و1995، الايام التي عادت منذ...
( من مفكرة العام ٢٠١٤ )
لاحظ الصديق زياد عميرة أنني أمس تحاورت والصديق سليمان الفيومي بلغتين ؛ بالعربية والانجليزية .
أنا أكتب بالعربية وسلمان يعلق بالانجليزية ، وهكذا تحاورنا .
ليست هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها حوار بلغتين ، فمرة كتب زكريا محمد عن سطر شعري لمحمود درويش هو
" يا امرأتي...
صباح الأربعاء الماضي ركبت الحافلة مع "أبو صقر" ، و "أبو صقر" شاب من سالم إحدى قرى نابلس عرفته منذ سنوات وأنا أصعد معه بين فترة وأخرى في سيارته العمومي، وغالبا ما يدور حديث بيننا ينتهي بوصولي إلى المدينة أو مساء بوصولي إلى بيتي.
لم أكن أعرف من "أبو صقر" الكثير عن حياته، فجل ما أعرفه لا يزيد على...
" وردة للناصرة " عنوان قصيدة للشاعر أحمد دحبور الذي توفي في الحادي والعشرين من نيسان 2017 .
عاد الشاعر إلى فلسطين إثر توقيع اتفاقية "اوسلو" وزار الناصرة وحيفا التي هجر أهله منها في العام 1948 وعمره عامان .
حلم الشاعر وهو في المنفى بالعودة إلى المدينة التي ولد فيها ورؤية بيته ومكان ولادته ، وحلم...
ما الذي ذكرني بشحاذ (فيينا) اليهودي الذي كتب عنه الأب الروحي للحركة الصهيونية (ثيودور هرتسل) في روايته "أرض قديمة - جديدة " الصادرة بالألمانية في العام 1902؟
ما الذي ذكرني حقا بـ(ديفيد لوتفيك) الفتى اليهودي المتسول وابن العائلة الفقيرة المعدمة التي لا تستطيع دفع أجرة المنزل لمالكه، ما يجعلها...
تصحو من النوم، تتذكر كوابيس الليلة، تتمتم كلاماً غامضاً، تنظر عبر الشباك إلى الخارج فتبصر الضوء الذي تسرب بعضه إلى داخل غرفتك. تفتح المذياع لتستمع إلى شيء ما. تغني مغنية. تقول كلاماً ما. تحرك إبرة المذياع باحثاً عن محطة أخرى، فلا يعجبك صوت المذيع. تغلق المذياع وتنظر إلى الخارج من جديد، ثم تغفو...
"حين سعد مسعود بابن عمه" واحدة من قصص ستة كتبها إميل حبيبي ما بين نيسان 1968 وتشرين الأول من العام نفسه، ونشرها ابتداءً في مجلة "الجديد" التي أصدرها الحزب الشيوعي الإسرائيلي، لتنشر، فيما بعد، في مجلة "الطريق" التي يصدرها الحزب الشيوعي اللبناني أولا، وفي كتاب في روايات الهلال في مصر، في مطلع...