آهٍ منكِ! كيف تنسابين من بين أصابعي, أنتِ مراوغة أين تغوصين؟ بتلك الكلمات فتَّش عنها وهو مسجىً على سريره, شبح المرض رسم على ملامح وجهه خطوطاً وتعرجات, في تلك الليلة وحيداً في غرفته الخالية إلا منه انفلتت من بين أنامله فما فتئ يبحث عنها محدِّثاً نفسه:
- أُفٍ لسريري هذا الوثير! كيف لكِ أن تتماهي...
بُعدكَ ناراً تلتهمني.. بهذه الجملة بدأت كتابة رسالتها إليه، خيالها يأخذها إلى لحظتهما مع بعض، أنفاسه تشعل حواسها، تلهب خلايا عقلها فتوقفها عن عملها. يعجز قلمها عن نسج باقي السطور، تضعه جانبا على الطاولة، تحاول شغل نفسها بعمل فنجان قهوة، تزيد من مسحوق البن الحرازي المشهور بجودته، الكثير من السكر...