لا يتُقْنَ إلى أيّ شيءٍ
لأن متاعَ الحياةِ
التي صُمِّمَتْ دونهنَّ موائدُها
في البيوت الجديدةِ
أحضَرْنَه معهنَّ بكامل عُدّتِهِ،
ثمّ أفرغْنَهُ في حقائبَ باليةٍ
مثلما يُفرغ الواعظون جلابيبهمْ
من بقايا العِظاتْ
وأَوَيْنَ إلى غرفٍ
لُفِّقَتْ بغتةً لاحتضانِ عذاباتهنَّ
عند قفا البيتِ
أو في زوايا المطابخِ...
إذا كان للعرب الجاهليين من الأسباب والدوافع وظروف الحياة، ما يجعلهم يرون في المرأة الملاذ الذي يوفر لهم سبل الطمأنينة والبهجة، والماء الذي يعصمهم من الظمأ، فإن نظرتهم إلى الحب وتعبيراته العاطفية والحسية لم تنشأ في فراغ التصورات، بل أملتها عوامل مختلفة بينها علاقتهم الملتبسة بالغيب، وشحّ المصادر...
ليس من الغرابة في شيء أن تحظى قصة يوسف، بشقيها القرآني والتوراتي بقدر غير مسبوق من اهتمام الشعراء والمبدعين. ففي هذه الشخصية الدراماتيكية ما ينتزع إعجاب البشر جميعاً ويضعهم في حالة من التماهي مع يوسف، وهو يدافع عن جماله في غياهب الآبار والسجون، وهو ما يوفر للكتاب والفنانين الاستعارات اللازمة...
* (الى عاصي الرحباني في ذكرى رحيله)
لم أجترحْ سفناً لأنجو أو منازلَ كي أقيمْ
لم أقترح قمماً لأعصم ضفتيّ
من الغوايةِ ،
بل لأبلغ قمةً أعلى
وأقترف الصعود الى الجحيمْ
أبداً أجر ندامتي خلفي
لكي تغدو الحياة جديرةً بقيامةٍ أخرى
تعيد إلي قوةَ سقطتي الأولى
وتفاحي القديم
هذا الخريف أقلّ من خوفي
وأوْضحُ...
لم تكن قصة الحب المؤثرة التي جمعت بين ليلى الأخيلية وتوبة الحميري، لتختلف كثيراً عن سياق القصص المماثلة التي شهدتها حقبة صدر الإسلام والعقود الأولى من العصر الأموي. ومع أن قصة هذا الثنائي العاشق لم تنل من الشهرة والتداول مقدار ما نالته قصص العذريين، بسبب طبيعتها الواقعية وخلوها من الأسطرة والشطط...
[1 - قميص التجربة]
قبَّرات الحقول،
تقافُزُ قلب الثعالبِ
حول الينابيع،
نومُ النمالِ الطويلِ
على طرقات الشتاء،
عراكُ المجرَّات
من أجل نجم تغازله الشمسُ
من خلف ظهر الفَلَكْ
كلها الآن تسجدُ لك
كلها الآن تجثو على قدميك الإلهيتين،
ميممةً شطرَ أهدابك السود،
مسرعةً كي تقبلَ ثغر الهلال الذي قبَّلك
الذي...
لم يكن لقصة قيس بن ذريح وحبيبته لبنى بنت الحباب أن تدخل في سياق هذه السلسلة من المقالات المتعلقة بزواج المبدعين، لو لم تتوج علاقة الثنائي العاشق بالزواج، خلافاً لكل العلاقات المماثلة التي لم يظفر خلالها شعراء بني عذرة الآخرون بغير سراب الحبيبة المعشوقة المفضي إلى الجنون والموت. ولعل قصة الشاعر...
بعيداً ،
كأنْ منذ خمسين عاماً
أسوّغ للذكريات التي تعتني باصفراري
مراراتِها المزمنه
وأعدو كأني يتيمُ وصاياكِ ،
ما من مزامير ترثي غروبي الأخير ،
وما من سنه
تلفّقُ لي راحتاها قماطاً يقيني من البرد ،
هل تذكرين بكائي على طابةٍ
لم تزل تتدحرج في الريح ؟
ركضي وراء قطيع الدواري التي اندلعتْ فجأةً
في...
لم تكن المسائل والقضايا المتعلقة بالأدب والفن محلاً لإجماع البشر، متذوقين كانوا أم نقاداً متخصصين، في أي حقبة من حقب التاريخ، ولن تكون كذلك على وجه التأكيد. فما دامت الحقيقة الفنية نسبيةً وحمالة أوجه، لن يكفّ المهتمون بالعثور عليها عن الاختلاف واتخاذ المواقف المتباينة إزاء كل ما يتعلق بطبيعة...
ليس ثمة في معاجم اللغة من كلمة أدعى إلى الريبة والحذر والتباس الدلالة من كلمة «شاعر». وليس ثمة بين الملتحقين بمهن وأعمال ووظائف مختلفة، من يضاهي الشعراء في عجزهم عن التقرير ما إذا كان الشعر مهنة كافية للدلالة على هوياتهم الشخصية أو موقعهم الاجتماعي. فإذا كانت الفنون بالمعنى المجازي هي «مهن...
بعد التغيرات الحاسمة التي أدخلتها الحداثة على بنية القصيدة العربية
هل فقدت مطالع القصائد فتنتها السابقة ؟
لعلهم لا يبتعدون عن الحقيقة كثيراً أولئك الذين يعتبرون أن العثور على المدخل المناسب للقصيدة , هوالمفتاح الأهم الذي يتعذر من دونه الولوج الى متنها . لا بل يذهب أحد الشعراء الى الاعتراف بأن...
تتابعاته الصوتية أشبه بتواشجات النفس وتموجات المكان الصحراوي
البحر الطويل يرافق الشعراء العذريين في براري الفقدان
شوقي بزيع
لم تكن البحور المختلفة التي اختار العرب الأقدمون أن ينظموا قصائدهم وفق أنساقها الايقاعية خاضعة لمنطق الصدفة العارضة , بقدر ما تبدو متصلة بروح المكان الصحراوي من جهة ...
لم يكن الشعر في يوم من الأيام فن السهولة والهذر والشروح المملة، بل هو في جوهره فن الإيماء والإضمار واللغة الموجزة والمكثفة. وهذا التوصيف للشعر ليس بجديد على النقاد العرب القدماء، ولا على الشعراء أنفسهم في الوقت ذاته. فجرول بن أوس المعروف بالحطيئة يشير إلى صعوبة هذا الفن وإلى استعصائه على الجهلة...
لا أعتقد أن بوسع المرء أن يهمّش قضية تحرير الجنوب أو يغفل تلك اللحظة التي فصلت بين مرحلتين من حياتنا جميعاً. في الفترة التي سبقت عام ٢٠٠٠ أتيح لي على امتداد عقود من الزمن أن أعايش كل المكابدات التي تعرّض لها أهلنا هناك والتي كنا جزءاً منها، حيث بعد تخرجي من الجامعة كنت أعمل أستاذاً للّغة العربية...
هي ليست بيوتاً
لنحمل أنَّى اتجهنا مفاتيح أبوابها
أملاً بالرجوع ،
و ليست بلاداً لنسكنها آمنينْ
و لكنها فهرسٌ للظلالِ التي تعْصم الخلْق
من فكرة الإمّحاء ،
ورايةُ من رفعوا يأسهم كالصواري
على سفنٍ لم تَعُدْ ،
و التفاتةُ صفّ طويلٍ
من الجندِ
نحو الدموع التي تترقرقُ
في أعين الفتيات الصغيراتِ
قبل اندلاع...