منذ رقد أبي على فراش المرض، بات يقلقني رنين الهاتف. أهرع لالتقاط السماعة. غالبا ما يكون المتحدث أمي، أو أختي، أو أبي نفسه. أعرف منهم تطور حالته، ربما يستدعونني، لوقوع أبي من فوق السرير، ويخشى أن يكون الكسر لم يلتئم، أو أنه أصيب بكسر ثان..
لم أنتظر رنين الهاتف، فأكثرت من المرور على بيت الأسرة...
من نافذة غرفته، حيث يسهر مع فرشاته، يطل عليه القمر، من بين غيوم وسحب. يرنو إليه، معجبا مزهوا.. صورة خلابة، يضفي عليها سكون الليل تكوينا بديعا يموج داخل نفسه. منذ كان طالبا يدرس الفنون والصورة القمرية تشاغله، تملأ عالمه.. حتى تشكلت في مخيلته صورة بديعة. يداعبه حلم زاه برسم اللوحة، لكنه يتأنى...