كنا نخرج من المستشفى التى ترقد على شاطئ النهر مثل غزال تستحم فى الضوء، نسير متجاوران، هى وبحر ومويس وأنا نتوحد فى الجغرافيا والزمن والحروف
قلت لها:
– الزقازيق أجمل مدينة فى الدنيا
– إنك تبالغ!
– لم أر نهرا يحتضن مدينة بمثل هذا العشق!
تبتسم وتطير الفراشات ويرق النسيم، نسكن مدنا ملونة، وتصبح...
كان رجلا عجوزا جدا، له وجه رجل ميت، يسكن حجرة صغيرة قدر علبة الكبريت، بجوار ضريح تقام فيه المعازي الحجرة هي المكان الذي يعد فيه القهوة السادة للمعزين بالكاد تسع عبد الرحمن حميد القهوجي ووابوره وفناجينه وهو لابس الصديري والكالسون، علي رأسه طربوش أحمر بزر علي ناحية من رأسه، وفي زواية من فمه...
انتهي العام الدراسي، خرج الولد بسطويسي من مدرسة التربية الحديثة كدجاجة فرت من القفص، هتف بأعلي صوته:
البحر الأبيض
فرد عليه باقي التلامذة المتدافعين بحماس :
- المتوسط!
كان يلبس جلبابا كستورا مقلما بخطوط فستقية طولية،وقبقابا من خشب الكافورالوردي، سار علي جسر العزب، اندمج مع زملائه في ترديد الهتاف...
دكان فقير بمصاطب لجلوس الزبائن، ومرآة مطوّسة مثبّتة على الحائط الطيني المقشور، أمواس ومقصات ثلمة على رف تحت المرآة، وفوطة بالية معلّقة على مسمار مدقوق في الحائط. يبدو الأسطى محمود مضطرباً. هو مفرط في نحافته، ينحني على رأس الزبون مِن فرط طوله، يحلق ذقن أحدهم، يتركه قليلاً لينظر متلصصاً مِن الباب،...