في كل مرة أنوي الحديث عن حياتنا الأدبية في مدينتي الناصرية وبخاصة منذ سنواتِ سبعينياتِ ما قبل السفر الدراسيّ إلى بغداد فإني أتجنبه متذكراً أخاً كبيراً لي ومعْلَماً من معالم مدينتنا : القاص والروائي والكاتب المسرحي والناقد والشاعر والمترجم والفنان : أحمد الباقري ، وأقول لعله يبدأ هو فيأتي حديثه...
حَقاً كان كتاب (الق الحكاية) كتاباً ممتعاً ورائداً في محاولته توثيق وتسجيل ملامح القصة القصيرة جداً.. هذا الجنس الادبي الجديد... الذي لاقى أعتراضاً سطحياً من لَدن كتاب القصة القصيرة ونقادها... وليس ذلك بغريب، فكل حركات التجديد في الشعر والقصة لاقت ما لاقت القصة القصيرة القصيرة جداً من عَنَت ورفض...
خرج كنعان شامان علي من بيته في صباح شتوي قاصداً دائرته المسماة (مديرية التسجيل العقاري) وعندما وصل إلى الشارع، شاهد شاباً وسيماً يرتدي اسمالاً باليه وكان متجهاً إليه وعندما بلغه مد يده إليه قائلاً بتوسل : – (حسنة لله يا محسنين). استغرب كنعان ذالك سأله بتأنيب : – (لماذا تستجدي وأنت شاب قوي صحيح...
ملاحظة لا بد منها:
(جرت احداث هذه القصة في عهد النظام السابق، وكانت خاتمتها في نهاية ذلك العهد البغيض).
مّر السيد عبد الحليم سعيد النواد بمقهى (العروبة) وهو في طريقه الى دائرته الحكومية القابعة في طرف المدينة، كان يرتدي قميصاً ابيض وبنطلوناً اسود، سلّم على جلاس المقهى، ردوا عليه التحية، واختفى...
استيقظ عبد الحميد عيسى في صباح يوم بارد , فهرع الى غرفته واتجه الى مكتبته و فتح بابها واخرج قنينة عرق كان قد خبأها في زاوية الغرفة , وجلس على كرسي امام المنضدة التي اعتاد ان يقرأ الكتب عليها ذلق السائل في قدح وسخ وجرعه على مضض , نظر الى رفوف المكتبة التي ضمت كتبا متنوعة ويغلب عليها كتب الادب ...