أنا لم أشأ.
وشاء الإله العلي القدير،
ولو شئت كنت حماما يطير،
وما مس ريشي تراب الألم.
ولو كان أمر الغناء اللطيف لقيثارة الحب
ما متُ سهوا
ولاكان لحني دموعا ودم.
وما كان وَردَ الأماني بخيل
ولا رتلَ...
أنا لستُ فارسكِ الشهيدُ، ولستُ شاعركِ المسجى بالقوافي الذاهلات عن الحياة، ولست أغنية البلاد وروحها الثوري في ليل من وهبوا الظلام حديده واستنشقوا دخان خوف خائف من ضوء حراس الصباح المنتشي بغناء عطر الياسمين.
فالشعرُ تكتبهُ أنامل ثائر لم يرتدِ ثوب الخديعة ، لا يبلل نصهُ الوردي بالحذر الموشح...
لا تفرّ من الكتابةِ
فالشمس رائقة بكل صباحها
هل تجلد الكلمات؟
اياك تجرؤ أن تجامل دمعك المخفي في لوح الألمْ.
الحفاة الرائعون أكفهم ممدودة ويرتلّون على الرصيف ٱية صمتكٙ:
نون ولا قلمٌ همُ الشعراء من لا يبخلون،
ما أنت بالحرف الشفيف مداهنٌ كلا
إلا فؤاد مسّه ما مسّنا فأعطِ الاماني رقصها و ابرق فما جفّ...