حبّ
تستيقظ من غفوتها بعد أن تحس بثقله على يدها، تزيحه ببطء وحذر، تئن قليلًا ثم تعض شفتيها لئلا توقظه. على رؤوس أصابعها تغادر الغرفة باتجاه الحمام، الخدوش تملأ جسدها، وبقعة زرقاء تميل للون الأخضر على يدها مكان رأسه. تتفقد وجهها في المرآة، تطمئن أن البرودة التي تعشش تحت جلدها لم تترك أثرًا ظاهرًا...
هذا المساءُ طفلٌ تأوه جائعاً
وحنين الحاضرين حليبه
وحنين الحاضرين حضن أمه
وأنا والطفل تائهان
ربما نكون هنا الآن
ربما لا نكون
ربما نحن في البلاد
ربما نحن مع البلاد
سيصير منطقياً ما أقول لو عرفنا ما البلاد
رائحة الخبز؟ لذعة الزيتون؟ وجه فنجان القهوة؟ أمك؟ حقل الزعتر؟
لا يا صغيري
البلد يا طفلي سجنٌ...