اعتلت (راشيل) برج المراقبة للمرة الأخيرة، ووضعت المنظار المقرب على أنفها المعقوف وصوبته اتجاه الغرب، ثم نادت بأعلى صوتها : –
شالوم.. شالوم، أرى كل شيء هادئ في الضفة، يا حبيبي. ثم هبطت مسرعة واقتربت منه وكان يدير قرص الهاتف ويصغي بانتباه.
– آلو.. مامي.. هنا (شالوم) أتمنى لك عيدا سعيدا.
– آلو...
قادته قدماه بخطى متثاقلة، ارهقتها سني الغربة الطويلة صوب شارع (التوراة) ذلك(الغيتو) القديم ..
توقف عند مدخله متاملاً اطلال (الكنيس) الذي ما زال يكتنفه الغامض من اسرار (العهد القديم)..
ثم جال بنظره مستعرضاً واجهات الدور التي بدت هرمة متداعيةٌ يعلوها بقايا ( شناشيل) حال لونها وفقدت زخرفتها...
ما أن تجتاز بوابة (المتحف الحربي) حتى تطالعك بندقية قديمة من نوع (برنو) معلقة في صدر القاعة، وتحتها مباشرة صورة كبيرة لشيخ في العقد السابع من عمره، رافعا يده اليمنى، مشيرا بإصبعيه بعلامة النصر، ويرفع بيده اليسرى – مزهوا – بندقية ويبدو في الصورة واضعا إحدى قدميه – بكبرياء – فوق حطام ذليل لطائرة...