(يقال أن أناساً خرجوا في سفر ومعهم دليل اسمه ابن سهم الخشب وضل الدليل الطريق فقال لمن معه": باللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، قِفوا! نحن على حافة وادي عبقر!" وأشار إلى بطن الوادي، نحو كثبان رمل مقمرة وناعمة، وإذا بكائن، على هيئة إنسان، يسوق ظليماً "ذكر نعام" مربوطاً من خطمه بحبل من الكتّان...
"خرج أحد العلماء يطوف البلاد يباحث العلماء ويغلبهم حتى وصل إلى بلد جحا وسأل: هل من عالم في هذا البلد؟ قالوا: نعم، وأحضروا له جحا راكباً حماره، فسأله العالم: أين
وسط الأرض؟ فأجابه جحا: الموضع الذي أنا واقف فيه بحماري وإن لم تصدقني فعليك بقياس الأرض. فتحير الرجل، ثم سأله كم عدد النجوم؟ فأجابه جحا...
"وقال ابن الكلبي: حدثني أبي عن ابن الكاهن الأسدي: أن حُجراً كان طرد امرأ القيس وآلى ألا يقيم معه أنفة من قوله الشعر، وكانت الملوك تأنف من ذلك، فكان يسير في أحياء العرب ومعه أخلاطٌ من شُذَّاذ العرب من طيئ وكلب وبكر بن وائل؛ فإذا صادف غديراً أو روضةً أو موضع صيد أقام فذبح لمن معه في كل يوم؛ وخرج...