أن نقرأ " القصيدة: ك لتوفيق الصايغ " 1923- 1971 " هو أن نستدعي قضيته ويا لها من قضية عسيرة الهضم، معقَّدة ومثيرة. إنها قضية الصايغ نظيرة " قضية " كافكا، فلا تعود مجرد قصيدة وهي تمتد في الاتجاهات كافة، وهي تجدد روحها أو تتجدد بميكانيزم الروح الذاتية الدفع فيها، متعدية زمكانها، فلا تعود محصورة...
لا لا ليس هنا
يهتفُ السَّقفُ المكحّلُ
والصورُ معلقةً لتغطّيَ الجدران
لا لتزيِّنها
وأكداسُ الدخان تغطّي الصور
«ليس هنا»
تصرخ المغارة البكماءُ
وتُقرقع الأكؤسُ الرخيصة
والعيون المتعبة التي لا ترى حتى الدخان
والأفواهُ التي لَتتثاءبُ بلا انقطاعٍ
لولا ما في التثاؤب من جهد
والأصابع التي جفَّت دِماها...