رَأيتَ,
ما لم نرَ:
(في مِحْجَريكَ عينان ِمن عقيق)
أبصَرتنا، نَرحَلُ بريح ٍ خفيفةٍ تضربُ قلوعنا .
آملينَ الدَهْشةَ، نَحمِلُ جمرَ ما سيأتي،
وأنتَ بنَفْس الحريق الذي شَبَّ،
مَكَثْتَ
لِسَفينَة ٍ
تُبحِرُ
مِنَ
الماضي
تنتظرُ لها ماء الطوَفان .
شاخِصاً في الزمان ِ، تُرَتّبُ تاريخهُ
تضعُ هذا الشخصَ هنا...
الثلجُ هنا
يغلقُ علينا المنافذ،
والصقيعُ هناك
يحجبُ ما رأيناهُ من زمان.
تخطو أقدامنا، كما في الحلمِ، فلا نرحلْ،
نراهُما ـ نلمسُ الثلجَ والصقيعَ ـ فنحسُّ في العظام رجفةً.
في الدرج الصغيرِ، في الجمجمةِ، بلادٌ مقرورةٌ،
وأمامَ الدارِ فخاخٌ منصوبة ٌ
كلما نمُسّها نودِّع مكاناً، تذوي فيه ملائكةٌ...
هو الذي ينام كلّ وقتهِ
ذئبٌ ينامُ بين الذئاب
يتأملُ لحظةً في منتصف الليل
هناكَ قناعهُ المعلّقُ
َينزّ خيط دمٍ في صحرائهِ
ومنذ بدء الريحِ يأتي إليهِ هذا العواء
طالعاً من الروحِ
ُترددهُ الأيام
وماذا فعلت به الأيام
بلاده تحتَ جفنيهِ وهمُ قارةٍ عتيقةٍ
فيغمضُ عينيهِ:
أراضٍ يصلُ إليها الدمُ, بركة...