صبري موسى

أخذ الكلب الكبير الوولف يهز ذيله ثم عاود النباح دون أن يعنى بنباح أحداً. كان ينبح في الأرض الرملية الخالية، حيث لا إنس ولا جان يمكنه التواجد في تلك الساعة المتأخرة من الصباح حيث يشتد القيظ… لعله كان مدركاً طول الوقت أنه ينبح فى لا أحد، وإنما يستمر في النباح ليزيل عن نفسه الشعور بالتوحد… فقد كان...
كان "شدوان" نائماً بجسده, لكن رأسه صاحٍ..الجسم ناء بأحمال النهار الطويل الذي بدأ قبل أن تلقي الشمس بأول خصلة من شعرها الوهّاج على الحقول الداكنة المبللة بالندى, وعلى الأشجار والجداول والترعة القبلية. الجسم ناء وتورّمت عضلات الذراعين, وأخذت شرايين الفخذين تنتفض بحركة الدم صاعدةً هابطة, فأقعى...
[ محافظة بني سويف - 1986] فى قريتنا البعيدة عن العاصمة، كنت أحب الشعر والصحافة، رغم أن الصحف لم تكن تزور القرية ـ بسبب الفقر والجهل معاً ـ بإستثناء الأهرام (العدد الأسبوعي) يوم الجمعة، وأخبار اليوم (العدد الأسبوعي) يوم السبت. وكان العمدة "أحمد حبيب" هو فقط الذي يشتريهما أسبوعياً، ويجلس فى مدخل...
التقيت بها في ليلة كنت فيها سأمانا والملل يدب في داخلي دبيبا له وخز.. كانت مقبلة نحوي فنظرت إليها ويداي في جيوبي بلا عناية.. فمضت تحدق في وجهي بفضول. كانت صغيرة.. وجهها مليء بالمساحيق.. وقفت أمامها ولم أقل شيئا.. لكن عيني قالتا لها كل ما يمكن أن يقال.. مهنتها أن تقرأ عيون الناس.. فلم يأخذ الأمر...

هذا الملف

نصوص
4
آخر تحديث
أعلى