أنوار رزوق

ربما كانت السنة الثانية على التوالي التي زاملني فيها بشير بالفصل الدراسي حين زج به في السجن. أذكر أن الحي اهتز على وقع الخبر. صوتت أمه وولولت أختاه، وخرجت كل نساء الزقاق من منازلهن لتطييب خواطرهن. وجاء من أخذ بيدهن وقادهن إلى منزل السي الطاهر علّ وجهه الذي لم يرق ماؤه كله يشفع لهن في الكوميسارية...
أي.. صعقني الكهرباء مرة أخرى.. إحساس داهمني بينما كنت واقفا في صحن الجامع لإقامة الصلاة، رغم أن شفتي ظلتا مزمومتين، و لم تتركا لألمي الحاد فرصة للانفلات، فلم أزد في التعبير عنه بأكثر من نظرة مخطوفة ألقيتها عليه معتقدا أن التيار الذي صعقني جاءني منه، و إنني لم أفصله، على ما أذكر، عن المصدر قبل...

هذا الملف

نصوص
2
آخر تحديث
أعلى