إبراهيم الحسيني

وتنظف فرقة المظاهرات أعيرتها النارية . - بس بس . اخترقها همسه المحاذر . " ده نفس راجل " - بس بس اخترقه همسها المحاذر . " دي ريحة مرة " رطوبة ,هواء "شايط ",ليل مغبش بضوء شحيح, من لمبة يتجمع عليها ذباب,وحولها ناموس يئز,ماء يهدر من ماسورة مكسورة ,يرتطم ببلاط دورة مياه شبه معتمة ,ينثر رذاذاً علي...
وأعـد ت غـرفــة الإعـدام . راجع المأمور مع العشماوي: متانة الحبال المجدولة, قتامة العصابة السوداء . حوائط جرانيتية ضخمة مبطنة بجلود سميكة سوداء, مساحة خشبية تتوسط أرض الغرفة مغطاة بسجادة بالية, ترس كبير أسود يتصل بذراع حديدية سوداء, يجذبها " العشماوى"بغتة بقوة: فتنشق الأرض عن هوة سحيقة,ليصعد ملك...
خرجوا جميعاً وبقيت وحدي , وعلى غير العادة رمقني الحارس بمودة : - تصبح على خير . وضرب المفتاح في الباب, تك.. تك, أغلق الزنزانة. والحق, الحق , أقول لكم : كنت أتطلع إلى الورقة في يد الحارس, وهو ينادى اسما اسما ,إلى أن انتهى, تلفت حولي, وكد ت أنفجر في البكاء, لكنى تماسكت, فهؤلاء أحبة, وأنت رجل ...
وترفرف الراية السوداء . ضباب كثيف , وهواء مندى , الليل جبل , القاهرة نائمة ,نوافذ تبدو في العتمة كفتحات جحور , حراس الأبراج يتبادلون صياحا : - خمسة تمام . - ستة تمام . كلبان بوليسيان أسودان يربضان أمام بوابة حديدية ضخمة ,يقف خلفيهما , جنديان , يمسكان سلستين , تنتهيان عند طوقين من جلد سميك عند...
من نافذة سیارته " الشیفرولیه" لم المعلم خمیس الدمھوجي, وھو یتحسس فخذیه وركبتیه, میدان باب الشعریة في عینیه: محلاته , مقاھیه , عماراته , إعلاناته , إشارات مروره , عوامید إنارته , أرصفته , أشجاره , نواصیه,عشب حدیقته المسورة أسیاخ حدیدیة , شریط الترماى الذي یخترقه ,أتوبیساته , سیارته الأجرة...
عندما يدخل شعاع الشمس من النافذة , يغمر الحجرة ضوء النهار , يطن في أذني الولد سمير لغط وهمهمات وصياح الباعة في الحارة , يتقلب في فراشه بالطول والعرض ,مستمتعا بالدفء والخدر والسرير خال من أخته أمه وأبيه , الذين ينهضون مع آذان الفجر وتكبيرة الصلاة , ويكون سمير في انتظار أمه تأتي ويدها مبللة بالماء...

هذا الملف

نصوص
21
آخر تحديث
أعلى