يدور الصقر ويدور (2)
في دوامةٍ تكبر وتكبر
ولا يسمعُ الصقّارَ.
تتفكك الأشياء، والمركزُ
يعجز عن الصمود.
على العالم تسدلُ الفوضى أستارها،
ومدُّ في سوادِ الدمِ أستاره
وفي كل مكان
تغرق طقوسُ البراءة.
خيار البشر يعوزهم الحولُ
وشِرارهم طافحون بالعزم والحماس...
دائراً ودائراً في لَولَبٍ مُتوسّعٍ
الصقْرُ لم يعد يسمع الصقّار.
كلُّ شيء ينهارُ، الوَسَط لا يقوى على التماسك؛
فوضى صِرْفٌ سُرّحَت على العالم،&
مدٌّ من الدم القاتم سُيّبَ، وفي كلّ مكان
شعائرُ البراءة غرقَت؛
الأفضلُ يعوزه الإيمان بينما الأسوأُ
مشحونٌ بحدّة حماسيّة.
أكيدٌ أنّ كشْفةَ غيبٍ وشيكةٌ...
أدري أنني سألاقي قدري
في مكان ما بين الغيوم العالية؛
لست أكره من أحارب
ولا أحب من أحرس؛
موطني كلتاتران كروس،
ومواطني فقراء كلتاتران،
ولا نهاية محتملة يمكنها أن تفقدهم شيئاً
أو تتركهم اسعد مما كانوا.
لم يدفعني للحرب قانون أو نداء واجب
ولا مسؤولون أو جماهير تهتف،
توق غريب للذة
دفعني إلى اهتزاز...
أعلَمُ أنـــّي مُلاقٍ قَدَري
بمكانٍ ما بين الغيمِ…
لا أكرهُ إطلاقاً خَصميْ
لا أَعشقُ أيضاً مَن أَحميْ
*
“كِلْتَرْتِنْ-كرُوسْ” اسمُ بلاديْ
فُقراءٌ … أبناءُ بلاديْ…
لا أَحسَبُ للحربِ مآلا
قدْ يجعلهم أكثرَ فقراً
أو يجعلهم أفضلَ حالا
*
لا للحقِ ولا للواجبْ
…لا للساسةِ
لا لحشودٍ تهتفُ ليْ
في الجوِ...