أوجينــــــــــــــــى
النشيد الأول
القرن التاسع عشر
العام التاسع والستون
وأيادى الشركس تقرع أبوابا قد عنكب فيها الحزن
«باسم خديوى مصر
يتقدم كل رعاياه بغلال الأرض
لضيوف افندينا فى حفل التدشين»
وتساءل فلاح مافون:
«ما التدشين؟.. وماذا يعنى التدشين؟!..»
..وانهال السوط على كتفيه يئن.
.. ……...
ليت أسماء تعرف أن أباها صعد
لم يمت
هل يموت الذي كان يحيا
كأن الحياة أبد
وكأن الشراب نفد
و كأن البنات الجميلات يمشين فوق الزبد
عاش منتصباً، بينما
ينحني القلب يبحث عما فقد.
ليت "أسماء"
تعرف أن أباها الذي
حفظ الحب والأصدقاء تصاويره
وهو يضحك
وهو يفكر
وهو يفتش عما يقيم الأود .
ليت "أسماء" تعرف أن...
سيفُ جدّي
على حائط البيت يبكي
وصُورتُه في ثيابِ الركوب
قالت امرأة في المدينة:
من ذلك الأمويّ الذي يتباكى على دم عثمان؟!
من قال إن الخيانة تنجب غير الخيانة؟!
كونوا له يا رجال!
أم تحبون أن يتفيّأ أطفالكم
تحت سيف ابن هند؟!
ربما ردت الريحُ -سيدتي- نصف ردّ:
ضاع َوابتلعته الرمال!
نحن جيل الحروب...
احترت كثيرا ولا أزال ، فإذا كانت علاقتى بأبى يحيى الطاهر عبد الله خيالية إلى حد كبير نسجتها، لا من ذكرياتى، وإنما من ذكريات الأصدقاء إضافة إلى قصصه ومنها نسجت علاقة افتراضية بأبى، فإن علاقتى بأمل دنقل هى ما بعد افتراضية.
الحقيقة أنه ليس ثمة أى علاقة بينى وبين أمل دنقل على أرض الواقع، اللهم إلا...
أبانا الذي في المباحث..نحن رعاياك..
باق لك الجبروت.
وباق لنا الملكوت.
و باق لمن تحرس الرهبوت
*****
تفردت وحدك باليسر.
إن اليمين لفي العسر
أما اليسار ففي الخسر
إلا الذين يماشون
إلا الذين يعيشون يحشون بالصحف المشتراة
العيون. فيعشون. إلا الذين يشون.
و إلا الذين يوشون ياقات قمصانهم برباط السكوت...
لا وقت للبكاء
فالعلم الذى تنكسينه .. على سرادق العزاء
منكس فى الشاطئ الآخر ،
والأبناء ..
يستشهدون كى يقيموه .. على "تبة" ،
العلم المنسوج من حلاوة النصر ومن مرارة النكبة
خيطاً من الحب .. وخيطين من الدماء
العلم المنسوج من خيام اللاجئين للعراء
ومن مناديل وداع الأمهات للجنود :
فى الشاطئ الآخر ...
من ذلك الهائم في البريهْ
ينام تحت الشجر الملتف
والقناطر الخيريهْ
- مولاي. هذا النيل
نيلنا القديم
- أين ترى يعمل أو يقيم
- مولاي. كنا صبية نندس في حياضه الصيفيهْ
فكيف لا تذكره؟
وهو الذي يذكر في المذياع
والقصائد الشعريهْ
هل كان قائدا؟
مولاي. ليس قائدا
لكنما السياح في مطالع الشتاء
بالأقمصة...
(1)
الطيور مشرّدةٌ في السماوات،
ليس لها أن تحطّ على الأرض،
ليس لها غير أن تتقاذَفَها فَلَواتُ الرياح!
ربّما تتنزّلُ..
كي تستريحَ دقائق..
فوق النخيلِ النجيلِ التماثيل
أعمدةِ الكهرباء
حوافِ الشبابيكِ والمشربياتِ
والأسطحِ الخرسانية.
(اهدأْ، ليلتقطَ القلبُ تنهيدة،
والفمُ العذبُ تغريدة
والقط...
صورة
هل أنا كنت طفلاً
أم أن الذي كان طفلاً سواي
هذه الصورة العائلية
كان أبي جالساً، وأنا واقفُ.. تتدلى يداي
رفسة من فرس
تركت في جبيني شجاً، وعلَّمت القلب أن يحترس
أتذكَّر
سال دمي
أتذكَّر
مات أبي نازفاً
أتذكَّر
هذا الطريق إلى قبره
أتذكَّر
أختي الصغيرة ذات الربيعين
لا أتذكَّر حتى الطريق إلى قبرها...
(1)
لا تصالحْ!..
ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما – فجأةً – بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ – مبتسمين – لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية...
(الإصحاح الأول)
عائدون، وأصغر إخوتهم (ذو العيون الحزينة)
يتقلب في الجُبِّ،
أجمل إخوتهم.. لا يعود!
وعجوزٌ هي القُدْسُ (يشتعل الرأسُ شيبًا)
تشمُّ القميصَ فتبيضُّ أعيُنُها بالبكاء،
وتخلع الثوبَ حتى يجئ لها نبأٌ عن فتاها البعيد
أرضُ كنعانِ – إن لم تَكُنْ أنتَ فيها – مراعٍ من الشوك
يورثها الله من شاء...