ليلى عبدالواحد المرّاني

"حين دخل كان متردداً متداعيا، ينظر حوله بارتياب، اعتدت أن أرى هذه الوجوه الحائرة، المتقلّصة؛ بحكم سنين طويلة في عملي، تمرّست في امتصاص هذا التداعي، وأحيانا الانفجارات المباغتة، وتحويلها إلى ثقة ونوع من الاطمئنان. جلس على الكرسي أمامي وعيناه تدوران في محجريهما بقلق، تركته برهة كي يسترجع...
لا تزال عيناها واسعتين بلون العسل الصافي، ونظرة حائرة تجول بهما، تقطر دموعاً وهي تتابع أختها الصغرى، متشنجةً تلملم حاجاتها الفقيرة وتضعها عشوائياً في حقيبة جلدية قديمة، استحال لونها البني الغامق إلى لون التراب.. الكلمات حبيسةً تتزاحم في حنجرتها تريد الانطلاق؛ فلا تجد لها منفذاً، صوتها اختفى إثر...

هذا الملف

نصوص
2
آخر تحديث
أعلى