في خضمّ حرصنا على إحياء ذكرى رحيل الشعراء والمبدعين المكرّسين والأكثر شُهرة، كدنا ننسى ذكرى شّاعر ومبدع جميل، هو الشهيد علي فودة، الذي رحل عن عالمنا في معركة حصار بيروت يوم 20/8/1982 بعد أن قرأ في الصُحف خبر نعيه ومقالات رثائه. وربما كان يردِّد كلمات قصيدته التي لحّنها وغنّاها الفنان مارسيل...
قام هذا العنوان على تساؤل وليس على مسلّمة، وذلك من أجل أن يكتسب طابعه الاستكشافي والإشكالي في آن واحد. وهو إذ ينهض على السؤال فإنه يروم الاشتغال على المعطيات والسياقات والأطاريح التي عُنيت بالمثّقف واستدراجها إلى المراجعة والمناقشة.
ولمّا اختار المقال عنوان «المثقف العضوي» لتطل على تجربة رصيف...
أريحا بقلبي ويافا
وكنّا نحنّ ولو مرّةً لانتصار
ولكنني…
ترمّلتُ هذا النهار
فهذا الذي أشعل النارَ
ها هو أطفأها
ومضى في الغبار
وهذا الرّصاصُ الذي قد هدأ
سيلقي على البندقيِّة بعضّ الصّدأ
فأينَ العزاءُ العزاء؟؟
أريحا بقلبي ويافا
وكنّا نحنّ ولو مرّةً لانتصار
وكنّا على موعدٍ وانتظار
فجاء الذي جاءَ...
إني اخترتك يا وطني حباً وطواعية
إني اخترتك يا وطني سراً وعلانية
إني اخترتك يا وطني
فليتنكر لي زمني
ما دمت ستذكرني
يا وطني الرائع يا وطني
يا وطني الرائع يا وطني
دائم الخضرة يا قلبي
وإن بان بعيني الأسى
دائم الثورة يا قلبي
وإن صارت صباحاتي مسا
جئت في زمن الجزر
جئت في عز التعب
رشاش عنفٍ وغضب
وغضب...
فلسطيني...
أقول لكم بأني مثل جدي
مثل زيتوني: فلسطيني
على مر الدهور... انا فلسطيني
فلا شرق ولا غرب
ولا الأيام تشفيني
اذا ما الكرب عشعش في شرايني
فلسطيني...
ولن أنسى بأني عاشق أبدا " فلسطيني "
وأني قد ولدت.. درجت... ثم حلفت أن افنى فلسطيني.