اِبك دائما و أنت تنظر إلى ظلك
تفقّد قدمك وأنت تركل ملامحك
قد يسرق الذين في ذاكرتك أثرك
تظاهرْ الآن إذن،
هل ستمرّر كلامك إليك في خيالك،
سيساوي خطوك وخطوات الآخرين؟
حاوِلِ الاقتناع،
هل الصّمت المتدحرج من جبل قلبك،
لن يخنق الصدى؟
هل الحكايات التي خبأتها الجدّات في صررها
ستتلف إن نسي التاريخ...
من طبع الرّجال
*************
رضيت العزّ في طلب المعالي
وأنّ العزّ من طبع الرّجال
فلا مال يدوم ولا سرور
وعزّ المرء في كسب الحلال
رضيت العزّ لي شرفا أبيّا
تقي النفس من صفو الكمال
وحسب المرء أن يحيا شريفا
ويرقى بالحجا رتب الجلال
معاذ الله أن أحيا رهينا
لعبد السوء أو أهل الضلال
معاذ...
تنحبس فيّ الأفراح والأحلام
على هيئة مواسمَ من البكاء
لم أك أنتظرها
من ضحكة تقهقه
في أرجاء البيت العتيق
حتى بسمةٍ قريبة
كأنها ثلج بدأ يذوب
يستقر رأسي على فكرة العصيان
وعيناي تصيران
إلى حفرتين عميقتين
يتخذ عنادي
نقطة هجومه الخاص
وفق رغبتي
القلب يصير سورا عاليا
كأنه حصن قديم
وقدماي تجدفان
لحظة...
أفكر في قصيدة بعيدة
بعيدة جدا
أستهلها بجدار خَرْبَشَ ويخربش في طفولتي
كسمة مميّزة
كأنّ يديّ منذ أول صخرة حجارتا رخام
أقترب أكثر من الجدار
حيث إطار لوحة من الخيزران
يصنع منه رجل نايا
يودع بين ثقوبه شجنه
الذكريات تصاحبني وإنْ أصبحت بعيدة
هي مطر ينهمر من كل جرح فيك
تغرق في امتلائك بكل شيء
ثمّ...
تصغر الغيمة و تكبر
دون جهات تحدها
زمن الماء يذبح بنكهة الحياة
كيف تحاشيت الغرق
و جسدك من الثلج المذاب
و قلبك جف على ميسم الجمر
أهداك الكون فصول الاِنزعاج
الاِستسلام بالإرادة
البحث عن عتمة الأجوبة
مشيت في فيافي الوجود
تراهنت على النقاء بصحن الإعجاب
بسماع ما ليس قولا
ثم تركت كل شيء
لتخمدي جمرة...
بخجل قصيدة، أفتح درج خزانة أبي
حفرت للذكرى صندوقا
ملأته الحروف من فائض معناها
ألقت فيه ما تبقى من مفاتيح الشوق
تهادن اختصار الفكرة قبل الرحيل
بجدية يقينية.. بتشتت الفهم للأوراق العصيّة
كمشاكسة السبحة لحبّاتها
تقبلها بشوق يستيقظ في دمعها
تهمس: ساضعك في مكان خبأت فيه نهرا من الحنين
الخلاصة،...
التباس يحييككَ الآن
عتمةٌ تجاذب صدمةَ الماسِ
احتراما لخطايا الطين
لا اكتمال ينقصك
و لا نقصان يكملك
لا جَهد و لا جهيد
غموض شاسع يهديك للرتابة في فصلها الأخير
كي تنعم بالحلم الهادر
رتِّب سوادك المسنّن
بوجع مسنّن
و نعاس مسنّن
و تفهم مُقام التيه على صورة الفوز
و هو يشق الصدر المكلوم
لتهطل كوائن...
كمن يجلس تحت ظل شجرة
لم ير شيئا
هو ذا خطوهم يبتعد
سمعه الأعمى العجوز
الذي كان يتنصت على الظلال
كل الطيور التي غردت طليقة
اصبحت حبيسة
بينما القمح المسوس
ينتظر افواهها
أما النهر الموجوع
فقد لفظ آخر انفاسه
و هو يصارع الغرق
الاخبار السيئة قد تسعد الزبد
الزبد
كان ميتا في حياته قبل الغريق
و ضفائر...
دقائق الفرح المتبقية
بقيت خلفك
ظهرت باكرا و اختفت
لحظات فقط
تفصل بينك و بين اللّامكان
اغوتك تلك التفاحة
الفارغة دوما من البذور
الممتلئة بقبل الغربان
صمّت اذنك
عن القصيدة نفسها
التي تعثرت في الوسط
تجهل كلام السماء
صمت الأرض
تسأل متى تبتعد الفراشات عن الضوء
هل تبقى القناديل متدلية من السقف
متى...
تولدين من صحو الظل
فجر القصيد و ضباب المرايا
ترقعين شقوق البسمة
تبيعين الوجع الأصيل
تنفضين الرماد عن الأدمة
كي يستفيق من نعاسه
في النعاس الساذج
رأيتِ رقاد الشتات و المدى
ينبعث الرمادي من أشكال عديدة
و ان كان الغيم في حالة مخاض
تعرين الجمر الفائز
الّلظى الشاسع
تعرين الأجساد الضريرة
تعريهم جميعا...
اليوم ستخرج من هناك
حيث كنتَ قصيدة تبني خلف نهر غريق
قصورا من رمل و ثلج
ستبتسم للحديقة التي ولدت بلا أسوار
و بلا أبواب
إلى النّمل الكثير تحت أوراق شجرة
ستنظر بصمت للطّير الذي كبر بعيدا عن الفزاعات
أو تنظر للنّهر الذي تسنده الظلال
يسخر من تقاسيم وجهك
هناك
حيث مرايا العماء تمسك عصا الضوء
تقوده...
تدنو الريح و تبتعد
دون قيد يكبحها
خزان الغيم يرتعد بلذة الكون
كيف استطعت تجاوزه
بخطوات من ثلج
و بذاكرة وُشمت على جبين الجمر
ورّثكَ الزمن أبجدية الوجع
المقاومة بالإستسلام
الطواف حول عتمة الجواب
فررت من مفازة الحياة
و غامرت بالنقاء
بحصيلة الشوق
بإعطاء ما ليس مأخوذا
ثم تخليت عن كل شيء
لاقتفاء...
كيف لنا أن نجمع بين ماء بئر و نار ليل
لشغوف ظمئ لم يرتو من حقول العشق؟
لمستقر في قاعه لم يطْفُ؟
لموجع كبلته صحاري العمر الباقية؟
كيف لقصيدة أن لا تعترض الضوء؟
لمشاعر أن تقتات من فتات الفراشات؟
لدمع أن يروي طين المسافات
لإبتسامة أن تتعرى من المطر
أقمت في الريح و جل غرفها
المدى لم يعد مداي.. و...
ابتسمت لك اليوم مرات عديدة
لم يتعب فمي من الابتسام
تلك القصيدة التي صلبتني على جدارها
لفظها قلبي من شرخ الأحلام
و استيقظت كي تمنع عنك برد الأوهام
وهما وهما
اكتملت خيباتي الثلاثة
أصبحت عنوانا
و تذكرت
الحقل الذي نسيت طريقه الريح
أشجاره كثيرة
ثماره كثيرة
و وجعه كثير
يحتفظ بتراب نسيه المطر
بينما...
يائسة من بابها المفتوح
متأملة أرصفتها المائلة
تمدد الخطو مشهد قمح في شِوال الذكرى
تحفيزا لأرض صرعى كقتيل وسط الطريق
تفرغ حقائب اليقين من أسماله
في جيبها المثقوب
قصيدة هشة توقعها في تعثراتها الأزلية
تلتصق بظل شجرة رمان و تستريح
تنتعل للمسافات أحذيتها بما تتذكرها
و تجمع الحصى كي لا يتعثر احساسها...