(كتبت هذه القصيدة ذات ليلةٍ أشبه بالبارحة. كنت كما أنا اليوم ، أحمل خارطة وطني بعيداً عنه. وكان الصديق كمال الجزولي كما هو اليوم قابضاً على جمر القضية.
يودعونه سجونهم ، ليخرج من المعتقل كما الحال مع كل أحرارنا وحرائرنا : أقوى عزيمة! وتظل هذه القصيدة تقول اليوم ما قالته بالأمس !)
وهْجُ القصيدةِ...
1
تخرجُ الوردةُ من أكمامِها حمراءَ أو بيضاءَ ،
أو صفراءَ.. أو.....
مهلاً ، تقول الوردةُ
فاللّونُ شيءٌ خادعٌ
لا شأنَ للحُسن بلونٍ
أو مكانٍ أو قبيلْ !
فكلما تلبسه الوردةُ في الفجرِ،
وفي ظلِّ الأماسيِّ جميلْ !
تخرج في نضرتِها
تنشرُ في الشارعِ ريّاها
لا فرْقَ في شرعتِها
بين العوامِ ، والسادةِ...
(1)
لك الله يازامِرَ الحيِّ
ما عاد شدْوُكَ يطربُ..
فالكلُّ صُمٌ وبُكْم!
سكارى من الوجد كانوا
فما أبصر العائدون..
من الكرنفال ثقوب الجدار !
وما خجلوا مثلما..
تستحي نجمة من ضياء النهار
تداعى البناءُ
على جوغة المنشدين !
تخير لمزمارك الوقت
والحفل ، والدار
إنّ البكاء على الأمس عار
وجمّش هزارك باللحن...