سونيا الفرجاني

هكذا بلا أسباب مقنعة سأدخل الجحيم ، يسعدني هذا. سألتقي شياطين الشعر الذين زعموا أنهم أهلكوا رحلتي البائسة، نحو جنة غامضة. بعد وقت، ستعرفون رائحة شوائي، ستصلكم هناك طازجة، في المكان المعدّ للخمر والتّين وأنهار العسل المصفّى. أنا لا أحبّ العسل، ولا أرغب في شرب الخمر، التّين أيضا غالبا ما يكون ناقص...
السرير طويل، والنساء النائمات قصيرات الحظ، من يصنع لهنّ فِراشا فَراشا يطير قليلا ويهبط بعد الربيع؟ الفصول نحيلة ... والمُزارع الفارع ،لا يحب الريح. الريح تبيح العناق غير أن فلاّح السّباسب لا يعتني بالأقحوان. يجمع السّنابل ويدوس البلابل لو حطّت على حبّة. الشقائق دقائق حُبّ فكيف أعلّم ساعي التراب...
عندما حاولت أن أسرّح شعري أمام المرآة بعد حمام حزين، في مغطس حوى ماء عين لاماء أنابيب، لم أر هيكلي ، رأيت آمرأة من بلور مشقق، شفافة كجناح يعسوب، واضحة ككوب، فارغة كقشرة بيض في حقل بعيد. هالني مشهدي. كانت أساوري أيضا بلورا وخاتمي صهره آنعكاسك علي فعاد ترابا تحتي. مِلت أزرع فيه حَباًّ فلم تسعفني...
قبل أن تنام..حبيبي مُرّ بقصيدة لي أو قصيدتين. لا تنض عنك ثيابك قبل القراءة فربّما تتعكر حالة قلبك وتحتاج الهروب أو ربما تخونك ساقك فتهرع للباب بلا حذاء وتعثر. لا تقرأ بعد أن تغسل أسنانك لا أحب أن يبدّل طعم فمك الحار طعم القصيدة الدافقة. لقصائدي مذاق في حلقك ولها فاعلية التدليك على شرايين لم يعرف...
يتّخذ شوقي لك شكل الهمزة على ألِفِ أَبَد. شكل التكوّمِ، أو شكل الإلتواء التامّ. شكل الوجع في أشدّ الفتوّة التي يفيض بها العمر مرة واحدة ويتناقص بعدها كأنه رمل مكتوم هدمه ماء يزحف من تحت. شوقي لك يرخي سدوله ،على المتاهة التي أسير فيها لأرسم لك باب الدخول. باب أعبره وحدي وأقفله مع العواصف كلّما...
يحبني... عانس تغسل الصوف على ساحل المتوسط تعرف أنه يحبني أخبرتها النوارس فبكت وقالت لأنثى حصان البحر على الرمل تتشمس: أيحبك كما يحبها قالت لها:حصان البحر قبلني وحبيبها لم تذب منها قطعة في فمه ويحبها. يحبني... على ساحل الأطلسي يهبط نبي حزين كل ليلة إلى قبو قرب الميناء يبكي طويلا ويعود عند الفجر...
على هذه الأرض: أنت وقطتان وهلال ناقص وسماء محبَطة. على هذه الأرض: صوتكَ وامرأة تصنع قنديلا لرجل سقط في النهر. على هذه الارض: آلهات تعرفك ، وآلهات تريد أن لا تعرفك. على هذه الأرض ،يدك، وعليك يدي.
أملك في جيبي أموالا كافية لأشتري مؤونة الطريق إليك وأسِرّة إضافية لأحلامي، وقبّعات أطرد بها الدّخان الطالع من حرائقي، ومن طراوة مشطي. سأقدّم جرعات غريبة لليالي العملاقة التي لا أستطيع فيها أن أصنع عصائر التوت. سأملأ بطن الحوت بحشوة غضبي من العالم ثمّ بالكاد سأمسح رأس الديك ببيضة فاسدة ليكف عن...
لا أعترض على إخماد الحريق ، بالحليب، فثدياي لم يعودا صالحين لإسكات الجوع وبياض عروقي لم ينفع أبدا، في نسج أحلام مذيّلة بفساتين ملوّنة. أتذكّر حين تفاقم الحب في جوفك، قرب التماسيح العملاقة ، وفي أوج المدّ على الساحل الجنوبيّ، قلت لي:أنا بريء من عويل الحبّ فأنقذيني، أجبتك: أنا حزينة، والعالم حلقات...
سأرفع ثوبي عن ساقي قليلا كي تكون خُطايا أكثر اتّساعا وأصل الحياة قبل فوات الأوان. ما أصعب أن يبحث الانسان عن انسان تآكل في الذاكرة وتدلّى القليل المتبقّي منه دون أن يوحي بشيء. خيط العنكبوت حين تطيّره الريح ينبئ بالخلاء وخيط الإنسان داخل الانسان ينبؤ بالصّدأ والصّديد. يتآكل كحبّة حلوى يقضمها...
منذ أكثر من تسعينَ عاماً لم أرسلْ لكَ طرداً، عمالُ البريدِ السريعِ ماتوا، وماتت زوجاتُهم. حاولتُ أن أجدَ طريقةً أكثرَ حكمة من وضعِ فمي في صندوق، مع طلاءِ أظافرَ وفستانٍ خفيفٍ وقدمٍ يُمنى وربلةٍ يسرى. قلتُ سأكتبُ له صوتي في وسيلةِ حرب، لكنَّ العالمَ غائم وأنتَ مُجْهَدٌ ، والكائناتُ المجهريَّةُ...
جِلد على قامتي أم بلد موحش هاجر أهله فجأة ،صوْب غيب بلا حقائب.؟ لا حكمة في اللّون، لذلك سألبسُ بقعة تلطّخت، وأترك الفرز لدود بني باندو. جسدي ،أيّها المتوقّف صوب فانوس باهت.لاتحترم إشارات المرور، عاكس سرعة الضوء فيها وكن شغوفا باللحاق بي. تلك الخرافة لاتصلح لسدّ باب موارب ولاتصلح لردم المنازل...
لا أحب آسمي، لكن تعجبني ترجمته. لي كناية في الغيب، ولي صناديق كنز، منسية ،تحت جدار من البامبو. منهك هذا الغيب وهزيل حملته مع آسمي على كتفي ووضعته في سرير خرب. نحيل كزياتين فتك بها الجراد وكآمرأة نسيها الحظ فجفّت تحت خادم الليل وأنشقّت عظامها. كان مغمضا،ومخدوش الوجه، مدّ يده فلم تصل وجهي، أراد أن...
أصابعي تؤلمني، مرض الخبّاز، فعجنت الدقيق وحدي. حين أشعر بالحزن أفعل هذا. خلطت طويلا، بقوّة تشبه الغضب، فانتفخت ذراعي، وتمزّقت أصابعي. أريد أن أكتب، منذ عام، تحاصرني زنزانة بيضاء، لا شيء فيها يشبه خبزا طازجا. لا شيء يُلتقَط كناية عن فرن جاهز. أريد أن أكتب عن حِيَل العجن، وعن درجة دفء الماء في...
أثقلني بحبّك إني أطير "كائنا لا تحتمل خفته" مسافة الواقعيّ هشة والحقيقة أني ريشة..أسقطها جناح عنقاء طيّبة في حفلة عرس قديم أعراس الأساطير مدهشة ليال بآلاف وليلة واحدة قد تكفي لردع الخيال. ينزلق الحب على مقاصد التاريخ حديث العهد بامرأة تدقّ مساميرها الجديدة في السماء تعلّق صورها الضرورية لاستكمال...

هذا الملف

نصوص
33
آخر تحديث
أعلى