إبراهيم الحكيم

لقد زاد الجوى صوتُ القماري وذكرني الأحبَّة والسحاري وتغريد الحمام اذا تبدَّى بدا فينا الهيامُ الى الديارِ وقلت لرفقتي يا قوم هاتوا لنغتنم المنى في ذي الصحاري فدارت بيننا كاسات راحٍ وريحان ووردٍ مع ثمارِ وقد ضرب الغمام لنا خياماً سرادقها كست تلك البراري ومرَّ بنا نسيم البان لمَّا ابان لنا صبابة...
ما بين هاتيك البلاقع بيَعٌ وأديرة موانع ومساجدٌ ومعابدٌ ومناسكٌ فيها صوامع فاقت على بيع البلادِ وكل صومعةٍ وجامع حتى على رُوما التي تملا مدائحها المسامع بملاحةٍ وظرافةٍ وبحسن وضع مع صنائع وكذاك اهلوها سموا بالفضل في كل المواضع بطهارةٍ وبرارةٍ وجليل اتقان الشرائع كم علَّموا كم حكَّموا سوء العقول...
ولقد حننت لهُ حنين الإلف مذ عنهُ نأى إلفٌ وصدَّ عن الحما أسفي علىالزمن الذي فيهِ ابدا تلَفي بهِ كيف انقضى وتصرَّ ما يا حبذا ذاك الزمان وحبذا الأوطان والسكان كم لي فيها من كل ندبٍ لوذعي أروعي أَلمعي بالبلاغة قد سما قومٌ يكل اللسن عن أوصافهم وغدا بهم من الفصاحة أبكما فارقتهم غصباً عليَّ ولم أزل...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى