سمير غالي

عام 1991، تزوجت امرأة أحبها من الناصرية. كان الناس في طفولتها يسمونها بنت الشهيد، رغم إن والدها كان عنصراً في الاستخبارات قتل سنة 1979على يد الثوار الأكراد في شمال الوطن. كنا نعيش تلك الفترة في منطقة الهارثة، في حيٍّ يشكل المتقاعدين من نواب ضباط الجيش العراقي غالبية سكانه. ولم تحتمل عروسي...
إلى ناز .. ومن غيرها يستحق كأني أراني .. أُطِلُّ برأسي .. عبر فجوة في سياج السطح .. أحدثها سقوط ميزاب قديم .. المحهم .. يجوسون عبر الزقاق .. تضيق على جباههم .. أغطية سوداء متوجة بنسور من نحاس .. يقتحمون تلك الأبواب المخضبة بالحناء ودماء النذور. ثلاثة أيام مضت على انتقالنا إلى المدينة ، ولازلت...
يسميه الناس هاشم محارة . لايعرف أحد من الحراس الليليين عنوان بيته ، لكنه عندما يغادر مبنى الكلّية عند الفجر ، يتخذ بدراجته الألمانية درب محطة القطار، وما أن يعبر سكة الحديد المتاخمة للبيوت الحكومية الواطئة ، حتى تلاحقه كلاب الخرائب المحيطة بالمدينة، فيختلط نباحها بهدير محرك دراجته لفترة طويلة،...
قصيرة حكاية القربان . حفظناها كلنا . الأقارب ، والجيران ، وكل من بات عندنا ، حتى أولئك الأغراب الذين مروا ببيتنا يوماً ليشربوا طاسة ماءٍ من الحبوب الراشحة تحت فيء ذكر النخل النابت أمام باب الدار ، سمعوها عن أمي ، وأعادوها على مسامع أناس آخرين . لكن أحداً لم يجرؤ على العمل بما جاء فيها ، ربما ،...
وكأن الله احكم قبضتيه على مخانق الهور ، فلم تنفذ منذ سبعة ايام الى الناس نسمة. نفقت الاسماك ، ونتقت الآلآف الباقية منها تلوذ بظلال الصرائف ، وماء الهور ماعاد يشربه حتى البقر . لقد نزلت الشمس حتى كادت تذيب القار الذي طليت به سفن الصيادين الصغيرة ، وذاب التمر ، فأمطر فوق رؤوس الناس دبساً في...
إلى ناز .. ومن غيرها يستحق كأني أراني .. أُطِلُّ برأسي .. عبر فجوة في سياج السطح .. أحدثها سقوط ميزاب قديم .. المحهم .. يجوسون عبر الزقاق .. تضيق على جباههم .. أغطية سوداء متوجة بنسور من نحاس .. يقتحمون تلك الأبواب المخضبة بالحناء ودماء النذور. ثلاثة أيام مضت على انتقالنا إلى المدينة ، ولازلت...
دخلت قوات المدينة المنورة* الى البصرة . أدركنا بغريزة ذئاب جريحة ان المعركة انتهت . فانسحبنا الى الجامع الكبير ــ آخر معاقل الثوار ــ وسط الابلّة* . ونشرنا في الطرقات المؤدية اليه ، عشرات الفتية المستميتين . كانت الاوامر التي جاءت من المسجد تطالبنا بتصفية ما امكننا من البعثيين قبل مغادرة المدينة...
إلى سمير صالح سيدي.. الآن صار بإمكاني أن أنام.. فُرِجَتْ . فالبدويّان اللذان أستأجراني لنحر مئة شاةٍ في مأدبةِ عُرس عرضا عليّ أجراً سخيا ، كما إنهما وهباني جلود الذبائح التي كانت تباع وقتها بسعرٍ جيد ، حيث صار بإمكاني بناء دكانين كبيرين في واجهة البيت ، بعد أن أُزيل شجرة النبق الهرمة من وسط...

هذا الملف

نصوص
8
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى