في وعيي أحلام تافهه
ثورة عجلى
دولة للفقراء ناعمه
في لوعي قصائد حب
وأقمار تائهه
في سري تشابك إحساس
وأطياف غائمه:
طفلة تلهو ببرلمان
حورية في حكومة عَـبريه
وأغنية تثير الشفق:
الرفاق حائرون...
يتنابزون...
على الحائط أشباح لوحة زيتيه
تموج بها أفواه وألوان
وعلى المرآة
كرسي على الملأ
وجه تحللت صورته...
لم يتناول وجبة الغذاء، لم يكلم أصدقاءه في الشامبري، مذ وشوش في أذنه الكابران عن علاقة زوجته بصديق طفولته...
انزوى في ركن من المرحاض يدخن معجون سجائر... التف بسحاب من سجائره المزيتة... عينان حمراوان يغشاهما دخان من أنفه حين يجذب بشدة من فمه نصف جوان في شفطة واحدة... لم يقو على النهوض حين نهره...
بباب سجن الصومال، وقف خلق كثير يتزاحمون ...في انتظار سماح بزيارة قريب أو شريك أو محظوظ أو نعيم ...
على الجهة اليمنى وقفت امراة ناظرة أرخت شعرها للوراء وأسدلت وشاحا من منتصف الرأس حتى الحاجبين... يتكئ وزنها على رجلها اليمنى تارة وتارة على اليسرى... ترمقه في حياء باسم وكأنه استعطاف... وبعد أن...
يخرج من بيته صباحا إلى مقهاه الأليفة خلف الشارع الرئيس. ينتظر الرواد المداومين ويشرع في تناول " السبسي"، يملأ " الشقف" ويعب عبتين، يتصاعد الدخان من خياشيمه ويلاحقه بعينين تدب إليهما الحمرة رويدا رويدا. كلما قاربت ميكة الكيف من نهايتها صغرت عيناه. يشفط جبدة واحدة ويمد عصا لفاثة إلى واحد من مجمعه...
التحق الراضي بعمله ساعي بريد . على دراجة زرقاء بلون بذلته يوزع " المانْـدة " وإنذارات المحكمة و رسائل الاتصال ... يدق الأبواب وينقر الأجراس ليوصل الأمانات والضمانات ...
نصف سنة على هذه العادة اليومية ، كانت كافية للتعرف على أهل حي الكدية ، وكان المقدم كثيرا ما يستفسره عن ذوات " الماندات"...