علي اللامي

في كُلِ مرةٍ يُطعنُ غدراً وفي كُلِ مرةٍ خوفُ انفراطِ العِقدِ يَشربُ نَزفَ المراراتِ صبراً ويَعذرُ السكّين ! يَتكئُ على دجلةَ ملاذاً كلما جزَّ القحطُ سُنبلَهُ ويَنهضُ رغيفَ خبزٍ مِنْ تحتِ ركامِ الحزنِ يَشرأبُ حُلماً خَذلتْهُ النوايا وأثخنتْهُ المأربُ بالجراح يُحدقُ مخذولاً بوطنٍ يَنزفُ خيبةً...
كيف لي ... أن التقي حبيبتي دون تلفت ؟ أنا المصاب بلوث الخنادق ومرض الحروب المزمن . كيف لي ... أن استعيد ثقة النهر ذاك الذي كان يردد مع الصحب الأغنيات وحين يثمل آخر الليل نضيء قنانيه الفارغة بالشموع نستودعها الموج نذورا مضاءةً لكحل بغداد . كيف لي ... وقد أصبحتُ حطباً حائلَ اللون أن أجد قطرة ماء...
الأزقة العتيقةُ الطافحةُ بحزنِ أهلها ، الطرقاتُ المحفوفةُ بأشجارِ السيسبان العابقة ... بعطر عرق أيدينا ، الرسائلُ التي خذلها الحظ العاثر ولم تصل ، ظلِال شجرة اليوكالبتوس تلك التي كانت تقينا لهيب اعيُن الحُساد ، أحلامنا التي بعثرها الزمن بلا رفة جفن ، جميعها ، كغربتي ... ما زالت للآن تبكيكِ...
( بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي ) إلى الرفيق عبود . ومنِ خلالهِ أحيي وانحني بفخرٍ صادق . لجميعَ شُهدائِنا الإبرار كُلُّ حُسنٍ هَزَّني كتبتهُ شعراً شِغاف القلبِ منبعهُ وحين دانت لهُ الدنيا محاهُ الكهنوت من بعدي . وما يدري قصائدُ عشقٍ للناسِ نحنُ رَغمَّ سطوة المحوِ حرفا ننهضُ ** ** ** يا رفيقَ...
يتحدثون .. بوجعٍ عن جراح الناس ونزيف الوطن عن الصحة وكيف أضحت بلا صحةٍ عن التعليم الذي ارتدى قسراً جبة التعاليم ! عن العشوائيات الميليشيات والاسلحة المنفلته وعن السيادة التي تعاني نقصا حادا في النخوة والفساد الذي أكل عافية الناس عن الصدق .. دائما يتحدثون عن الصدق اولئك الصادقون المنزهون احباب...
ولأني ظننتها كالحديد صدئتْ بسرعة مخيفة هذه الأواصر ! إذ حين يفقد الأساس وعيه تسقط البنايات دون أن تلتفت لما علِق بأذيالها من أحلام مجهضة . مِحنة كبيرة أن يتيه المرء في آخر الخطى حيث لا وقت لبدايات جديدة ولا أمل بالاستمرار كيف غفلت عن كل هذه العثرات ؟ ولماذا سمحت للندوب بالتكاثر؟ أحقا إننا لا نرى...
لا دخان يُنفث هذه الليلةَ الحب رئة للنقاء اجعل صهيل الكأس إيقاع رقصتنا وشفتيّ كرزا تُحلّي مرارة الخمر فينا . دعنا نراقص الريح سنابلاً قبل أن يجيء الحصاد زنبقة طوّحها الندى فتوسدت حقولي ملاذا وعلى شفتيها همهمات أغنية تعثرت بما في الكأس حروفها لم يك الشيطان ثالثنا أبدا دثرتُها بالقبل علي اللامي

هذا الملف

نصوص
7
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى