"تطرقين الأبواب بابا بابا
و حين تجدين أحدها مفتوحا بعض الشيء
تقتربين ببطء.. تحذرين مِن إصدار صوت
تمدين راسك الى الداخل .. مهلاً يا صغيرة
ماذا تُشاهدين !
ترتدين الى الخلف بسرعة..تخشين ، تتحولين الى قطعة إسفنج تمتص عرقك و مطرك و بُكائك..
تعالي هُنا الى صدري أنا الغريبة
لماذا تبكين"
"...
خمس ساعات كاملة
أمام المراءة ..
أتصيد امرأة حلوة كانت تسكنني
أمد الصنارة الى روحي المليئة بالماء البارد
أبحث عن هِندْ ..
هُنا نساء كثيرات بداخلي .. و رجال غاضبون
و أطفال يتامى .. و غياب للمرأة الحقيقية التي تفهمني
هُنا لا أحد يتبع ظلي
هُنا أنا و حدي ياأمي
وحدي تماماً
بكامل حزني
أرتجف...
مرحبا ..
ربما لم أخبرك قبل هذه المرة
أن وجهك يعذبني كلما تذكرته،
و أن دمعتك أيضاً تقتلني كلما تخيلتها تشاركك المطر كلما حن قلبك للذكريات ،
ربما ظننت أن حظي لن يكون مُتعثرا مثل كل مرة وأنه سوف يأتي يوم أخبرك كل الكلام الذي امتلأ في صدري حتى مات
و أني أحببتك أكثر من روحي
لهذا...
في كل يوم تتساقط - هِند - مِن بين جلدي وبشرتي وأصابعي ورمش عيني ،
في كل يوم أشعر أني افقد جزءا عظيما كان مني،
..
مرحبا يا أنا القديمة
يا أنا التي كانت
ترتاد المقاهي
تختار المكان الأكثر صُخباً
وتبتسم وهي تضع ساقا فوق ساق
وتقول للنادل بدلال وغنج "كوب من
القهوة يا رجُل "
يا أنا التي كانت تستيقظ...
يحترق قلبي .. يتحول الى جمرة ، يشتعل قلبي
يتحول الى دمعة عملاقة ،
ينكسر قلبي ، يتحول الى زجاج ،
ينوحُ قلبي يتحول الى يتيم لم يجد ماء ولا خبز ا ولا حياة ولا مماتا ،
يمدُ لي رفيق بمعطف ، يهمسُ لي " سوف تبردي "
أنظرُ اليه ، اسأله " وماذا عن الفؤاد الذي لا يجد له معطفا ولا عِناقا "
ماذا عن الحاجة...
أعيش حزني على أقل مِنْ مهل
أمنحه بدلتك السوداء الأنيقة
كوب قهوتك، وولاعة السيجارة الخاصة بك
أمشط شعر حزني وذقنه ليكون وسيماً في الغياب
وأجمل منك
أعيشُ حزني على أقل مِنْ مهل
يُشاركني الضياع والبُكاء
ويهدهد لأطفالي الجوعىٰ
يهمس لهم:(ربما أباكم في الطريق، قد يصل ليلة ما ولو بعد عام).
أعيش...