نجيب فتاحي
- تاريخ الإنشاء
- التحديث
-
- اسم الكاتب
- كتاب تونس نجيب فتاحي
نحن الثّوارُ الخائفونَ
نقولُ لَكُمُ
تحتَ أقدَام الطّاغيةِ
عودُ كبريت واحدٍ يكفي
وأيدِيكُم الخائفةُ
التي ترفعونَ بها النعوشَ
حولَ عُنُقِ القاتِل تَكفي
وللذّين يضربُونكم بسِياطهم
أن تخرجوا لهُم بوجه مهرّجٍ مخفيّ العيوب
جسَدي لم يعُد يَخْنُقُنِي
أتدلّى من مشنقتي
لأثير الجماهيرَ
فتدلوا برؤسكم خائفين...
ﺍﻟﻮﺟﻊُ اﺑﻦُ ﺍﻟﻜﺘﻤﺎﻥِ
ﻻ ﻳﻨﻔﺠﺮ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ
ﻻ ﺃﺛﺮ لكَ
ﻻ ﺍﻃﻤﺌﻨﺎﻥ
ﻭﻻ ﻟُﺒْﺲَ ﻓﻲ ﻣﻮﺗِﻚَ
ﺭَﺣِﻢَ ﺍﻟﻠﻪُ ﺳﻌﺎﺩﺗَﻚَ
ﻭﺭَﺯَﻗَﻚَ ﺍﻟﻮَﺟَﻊُ ﺍﻟﺘَّﻌﺎﺳَﺔَ
ﻭاللّهثَ ﻭﺭﺍء ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ
***
اﻟﺪﻡُ ﺍﻟﻤﺴﻔﻮﻙُ
لم ﻳُﺨْﺮِﺝْ ﻣﻦ ﺩﻣﻚَ ﺍﻟﻌِﻘﺎﺏَ
ﺗﻨﺰﻑُ ﺣﻴّﺎ ﻣﻦ ﺻﻮﺗﻚَ
ﺗﺮﻗُﺺُ
ﻛﺄﻧﻚَ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺬﺑﻮﺣَﺎ
ﻭﻛﺄﻥَّ ﻣﻮﺗَﻚَ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖُ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻚَ
ﻳﺘﻨﺎﺛﺮُ ﻓﻘﻂ...
✍️ أَسْرِ
وَطِر كالغبارِ مع الأشّعة
لتُعلّمنا كيفَ نَضغطُ على الزّناد
كما تضغط الشمس على البحرِ
لتَختَفِي
قبل أن تُكسّرَ كلّ شيءٍ
قدماك الغاضبتان
من زجاج
أنظُر إلينا من سَمائكَ
كإلهٍ
عَانِ من حُبّكَ لهذهِ الأرض
وقُل :
منذُ قرونٍ لم أنمْ سعيدًا
لتغمرَ الأفقَ البعيد
بالبكاءِ
صرت وحيدًا هناكَ...
✍️ كرؤية من انتظرتُها
من بعيدٍ...
خائفةٌ
ماذا إن قُلتُ له أنا البحرُ
أو أنا الواحة
وذَهبتْ عيناهُ إلى كتبِ التّائهينَ
ليوُهمَني...
أنّ سرابَ بني إسرائيل ..
قَتله
كرؤية من انتظرتُها
من قريبٍ
وقبل أن أحلُب صدرها
قالت أيّها الطفل
كلما التقيتك
تبللني دموعك
أجري كالماء
أنا من بعيد واقعك المشوش...
عن كل الجميلات المنفتحات كالورد
عن العاطفية ذات الخد الأحمر
هذا الذي نام على أصابعك
لم يستيقظ من الحنين!!
في أطرافكِ لاءات الحُب ( تُثَبّتُهُ)
لا تخافي
لن يصيبَه العفنُ
***
عن كلّ الجميلات المنفتحات كالورد
عن المرأة الرقيقة،
أنت أضعف من الغزالة
مَن أكل قلبكِ؟
يا فَتاة العشبِ
وجعل منكِ قاتلة...
لا شيءَ من الدنيا
لا شيءَ من هذه الأيام
لا شيءَ في السيجار
ونحنُ نسافرُ بالزّمنِ إلى امرأةٍ جميلة
لا شيءَ كي لا نَهبطَ!!
كِلاَناَ..
لا يكملُ الآخرَ..!!!!
كومةُ تُرابٍ كالوطنِ
قد تَكُونُ ذئبًا
يَمنَعُكَ ..من الكلام
أو غريبًا يسألكَ
خَرجنَا نازحين!!
لا شيءَ سوفَ نَمشي إليه
ولا شيءَ سوفَ يمشي...
✍ كئيبٌ أنا مثل الليلِ
غامقٌ من شدّة الوحدة
مثل السّراب،
صدّقتُ أنِّي استطعتُ الظهور،
واخْتَفَيتُ مِنَ الحقيقةِ!!
كرحلةِ أطلالٍ تبْقى خاليَةً
كمثل أدمَ وحواءَ؟
لست من هنا،
"وسقطتُ في هذا العالم. "
كئيبٌ مثل كتبِ الأنبياءِ
يحرّفونَني
وإخوتي وأبي لم يعودوا إليَّ،
كئيبٌ ولا أريدُ ذلك
أودُّ...
ما هي معضلتك
ضاعتْ مني الفكرة
تَذكر ؟
نسيتُ أنّي حي
حتى تعيشَ أفكاري
*لم يسرق الشيطانُ مني كلامي
وُلدتُ
لا أسمع
لا أغني
أشربُ فقط خِلْسَةً مع القانون
فلمْ تدخلْ أمي جسدي
ولم يصبحْ لي شكل
ينفجرُ بالأفكار
يدافع على من حملتْني
كالثوار
*تقدّم
اخترتُ تغيير وجهتي لمدينة البندقية
الماء واليابسة...
✍️ أنا الوحش
مازلت أمشي حافيا
ولا أرى بالنّهار
أحب حياة ما بعد منتصف الليل
لأطلق شرارات عواء في الغابة
شرارات عواء في الهواء
شرارات عواء من النافذة
وحش طوله متر وثمانية وثمانون سنتمتر
وداخل جمجمته يعيش وحش آخر كبير
وحش كبقية الوحوش
له ماض أليم
يجمع عظامه
ويخفض رأسه داخلي
فأضع رأسه على ركبتي...
من بعيدٍ سأكتبُ إليك رسالة
ومن قريب سأهديك قلبي الأحمر
قلبي طفلٌ
فاشبكي راحة يديك الدافئتين بقوة
فكلانا معرضان للجنون
نشرب من ماء البحر
ونعاني من الدوار
نسقط من المراكب
ويطير بنا النورس
لكنَّ...
السّماءَ بعيدةٌ
والرياح تدورُ
وأنا.... من بعيدٍ
مازلت كالمجانين
أمسك بنهديك
ومن قريب
حين تلامس ساقك...
✍️ ولأنّني جنوبي
سترميني على الأرض
وتلحسُ بلسانها البارد دمي
كانّها تلحس الماء والسّكر
لا شيء يُذّكِرُ
سياط هذه العاهرة
أنّهُ أحمر شفاه
لمجرّد عاهرة صغيرة
مَلَأت لها يديك بالماء
فزرَعت في كفّكَ شجرة ألمٍ
ثم أعطت ذراعها
مرة واحدة للشيطان
ليؤرجحها من شعرها
ويرميها لزبائنه
مرتديةً ملابس رخيصة
لمن...
✍️ على مَهَلٍ
تذوَّقْ وقتكَ القليلَ
قصةَ حياتِكَ القصيرةَ
أشبِعْ فمكَ بمشمش الغابات الجميلة
قبْل أن يصبح الدخولُ إليها سرقةً
استمتعْ بعشرينَ دقيقةً
كنتَ تغَني فيها لحبيبتِكَ البعيدة
قبل أن يعتقلَكَ الطبيبُ بعدَها
ويسألَكَ:
هل يؤلمكَ الآن
عندما ألمسكَ هنا؟
على مَهَلٍ
تذوَّقْ وقتكَ القليل
قصةَ...
لا أحد هنا
نحن وحيدون
نشبه العاصفة
نشبه الوحوش
نشبه الجثث
نشبه أسطوانة مشروخة
جرحتها أحزان القلب
نشبه ما تحت الوسادة
تحت الوسادة
لا توجد أزقة ليختبىء فيها العشاق
تحت الوسادة
نحتفظ بالٱلم سرا
ونغرز أسناننا ..
حتى لا نجوع
حتى لا نتكلم
نختبىء من الغسق
فالغسق يحب الذكريات
الغسق يعيد الذكريات
لكنّه...
✍️ ولأنّ أفكاري مجنونة جدا
سأذهب..
إلى الشمس
وأمدّ يدي إليها
قائلا أنت لست إمرأة
تحرقُ ..
ولأنّ أفكاري مجنونة جدا
سأذهب..
إلى مشنقتي
وألعب معها لعبتي المعتادة
أهزّ رأسي إلى السّماء
ثم أسقط
كما تفعل القنبلة الضوئية
فيسألني السّجان
بعد أن يغمض عينيه
هل جرحتُك
أم جرحتَني
ولأنّ أفكاري مجنونة...
