إبراهيم بجلاتي

ساعات في السرير أقلب نفسي ذات اليمين وذات الشمال أقلب المخدة أغوص برأسي في الألياف الصناعية وأضع يدي تحتها كأنني أمسك الأرض أو أرفع السماء لا أفكر في شيء أو أفكر في التحليل النفسي لأوضاع النوم النائم على بطنه ديكتاتور يأخذ القسوة في حضنه والنائم في وضع الجنين خائف طبعا يا ربي هو سماني الخفاش من...
أتذكر جملة قديمة أنساها احزن قليلا ثم أنسى وهكذا أطبخ كل يوم أنسى الملح أحيانا ولا أنسى شعرة الفلفل الأسود ودائما أترك سطح البوتاجاز نظيفا ولامعاً التراب يخترق النوافذ يفرش نفسه على السيراميك الأبيض والكتب أمسح التراب وأفكر في البيت المتوحش فيلم رعب كارتوني يحفظ الصغير مشاهده كلها والحوار البيت...
روميو وجولييت في حديقة من الكانڤاة على ظهر سيارة صغيرة قديمة وبيضاء ينظران إلى السماء طابور من الخلق يعبرون فرادى من فجوة بين السياج وأنا أنظر بعيدا إلى جهة اليسار وعاليا حيث مئذنة قصيرة تشبه القلم الرصاص وهو يعبر السياج تحت إبطه كيس كبير كبير وشفاف دستة من الكرات الملونة في الزحام تمزق الكيس من...
حتى في أكثر أحلامه طيشا لا يفوز في جولة سريعة من تنس الطاولة ولا يستطيع أن يقلد صوت حمامة أو كلب. حتى في أكثر أحلامه طيشا لم يعد قادرا على قرع الطبول صار يخاف من الأبواب الدوارة - كان يعبرها في الصحو بسرعة البرق - الآن يدور حولها أو يترك نفسه لها تدور به حتى يدوخ ويسقط الكون على قفاه آخر مرة...
في طريقي إلى مخبز " النجوم الخمس" كنت أفكر في صديقتين تتبادلان رسائل عن الأمومة والشعور بالذنب واحدة تحتاج أحيانا إلى عكاز تعبر به الكابوس وتخرج من الجهة الأخرى قرصانا يشرب قهوة بطعم بحر لا تراه والثانية تحتاج إلى وحش كامن في الغياب ذريعة للكلام الحلو ذريعة للكلام المر أو للرقص على حافتين بينهما...
ويسألونك: كيف حالك؟ قل: بخير طالما الشاي لا ينفد والسيجارة بين أصابعي قل: بخير وأنت تعلم أنهم لا ينتظرون ردك يختفون كسمكة في المحيط أو كما كانت تقول: فص ملح وذاب قل: كيف حالكم؟ كونوا بخير دائما الحياة سريعة وأنا بطيء أووووه، لست بطيئا في الحقيقة أنا جالس في مكاني أراقب العالم وهو يقتل الكلاب...
ثقيلة ذراعي اليمني ليس من الزحف المقدس في النص الذي كتبته أمس ثقيلة من دعك الفراغ لعله يلمع كالمواعين بعد الجلي العنيف بالتراب أو مثل نسوة في النيل ينحتن أجسادهن من جديد في أربعاء أيوب ثقيلة كالحياة حين تترك الأعياد على الرصيف وتعطي ظهرها لمن شالها في قلبه سنة وراء سنة كأنني نمت طويلا عليها في...
ملابس الشتاء في الحقائب تحت السرير وملابس الصيف على حبل الغسيل الشمس ساطعة والريح تصفر في الجمعة العظيمة انتهى أسبوع الآلام والمسيح قام مرتين بعد اعتدال الربيع مثلما يفعل كل عام المسيح قام بالفعل قام أزاح الرخام عن قبره وفي المرتين لم يجد شعبه في الانتظار الشعب كله في البيت وأرنب الفصح في...
ربما لا يكون الوقت مناسبا لكنني من موقعي هنا أؤكد أنني أكره القوائم ومخي ليس دفترا لكي احفظ جغرافية الأنواع كلها يكفيه ما فيه من كناسة أعيد تدويرها فتبدو كأنها جديدة بالنهار فتحت النوافذ للهواء والشمس غسلت السيراميك بالديتول حلقت ذقني ورأسي بالموس كالعادة اليوم جمعة وأريد أن افعل كل شيء كي...

هذا الملف

نصوص
24
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى