إبراهيم بجلاتي - ربما لا يكون الوقت مناسبا..

ربما لا يكون الوقت مناسبا
لكنني من موقعي هنا
أؤكد أنني
أكره القوائم
ومخي ليس دفترا
لكي احفظ جغرافية الأنواع كلها
يكفيه ما فيه من كناسة
أعيد تدويرها
فتبدو كأنها جديدة
بالنهار
فتحت النوافذ للهواء والشمس
غسلت السيراميك بالديتول
حلقت ذقني ورأسي بالموس كالعادة
اليوم جمعة
وأريد أن افعل كل شيء
كي أستريح في السبت
كما يليق بتائه
يتعلق في جلباب الله
لأن أمه ماتت
قبل عامين ونصف العام
وطوال الوقت
يصرخ
لأن الصغير لا يكف عن الغناء
كل كلمة تصلح
كل شيء طبلة
يا بني
هذا كرسي
وتلك طاولة الطعام
رأسي مجوفة
وكل صوت
مطرقة
كل نأمة
ضجيج
- سنزيد عجلة التصنيع
- ايطاليا ستصل إلى ذروة الوباء بعد قليل
- علاقتنا بالصين جيدة إلى الآن
- لا تقلقوا سننقذ الاقتصاد
- أمريكا لا تقبل بغير المركز الأول حتى في الوباء
لا أعرف كيف أنام وأنا أسمع صوت المستقبل
بعد سبع دقائق سننسى هذه السطور
وبعد سبعة أيام ستعتاد رائحة الكلور وأرقام الضحايا
ستحب رائحة الهواء
والفراغ الذي يتجول حرا في الشوارع
العصافير جديدة في شريط الصوت
والكلاب تملك الليل كله
وانت وحيد كما كنت دائما
في رأسك اعتذار مؤجل
وندم كبير
لأنك في يوم ما
دخلت عالم الاستعراض
تكلمت كثيرا
مثل راديو
أو جهاز تسجيل عتيق
اعتذر الآن
رغم أنني يومها
-مثلما أنا الآن-
كنت محروما
من المحبة
والكلام



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى