لأنني سمعتُ الكلام
الذي لم تقلهُ
عرفتُ بأنني صرتُ بعيدةً
كما يتوجبُ على حبٍّ
أن ينتهي ..
تمنيت لو يأتي البكاءُ
مرةً واحدةً في الحياة
كما لو أننا ندفعُ ثمن
كلِّ الخسارات دفعةً
نقديةً واحدةٍ
وأخيرةً ..
لو كان بإمكاننا
تأجيلَ الدموع قليلاً
ريثما نهييءُ حياتنا
لاستقبالها بما يليقُ
بحزنها وخيباتنا...
أستعجلُ مرور الوقت
وأعلمُ أن لا متسعَ يكفي
لانحسارِ المسافةِ بيننا
توميءُ النهايةُ لي ..
أحبو إليها على تعبي ..
في الصندوق الذي يحملني
في كلِّ رحيلٍ ..
بنتٌ أمام الباب ..
تعبثُ بالحصى والكلمات
ترسمُ على الرملِ حلماً
سيكبرُ مبتورَ القلب ..
ولدٌ يخلعُ على كتفيها
عسلَ الغوايةِ .. سيموتُ
لاحقاً في...
ستمرُّ غريباً هذا المساء
شاحباً دون يدي
خاوياً بلا ثماري الطازجة
وبسلّتك المملوءةِ أسىً
ستمضي وحيداً
دونَ قلبي
دونما أثر ..
هكذا بلا معنى
بلا وهمٍ أو يقينٍ
بلا مجازٍ جميل
ستمضي.. تاركاً
في الأفقِ غيمةً
ووردةً تجفُّ
على المنحدر ...
....
٢٦/٦/٢٠١٧
ستنجو تلك البلادُ
بأكثر الخسارات فداحةً
ستنجو بعددٍ قليلٍ
من الأفراح والهدايا البسيطةِ
سيبكي العجائز الذين
لم يسعفهم الوقت
لرؤية أحلامٍ صغيرةٍ
تنجزُ انتصاراتها
على الوقت ..
سيبكون من الفرح
ومن فقدان ذاكرتهم
عند آخرِ تلويحةٍ لهم
قبل الغياب بلحظاتٍ قليلة
سيضحكُ الأولاد كثيراً
الأولاد الذين ولدوا...
مات أبي وهو يحلم بالعودة إلى قريته التي احتلها الكيان الإسرائيلي فيما يعرف بنكسة حزيران عام ١٩٦٧ .. ظلَّ يأمل ويحلم كما الكثيرين من أبناء جيله والأجيال التي لحقته لسنواتٍ طويلة ويتذكر بمرارة حارقه بيته الذي لم يستطع إكمال بنائه حتى قبل النكسة ، ومثل الكثير من الموظفين والعاملين في مدينة دمشق...
أكتبُ كي تسقطَ قشورُ
الكلمات الجافةِ عن
روحي المعطوبة
أكتبُ كي ينكشف الجرح
أكتبُ لأقترب مني أكثر
أنا الغريبةُ البعيدةُ جداً
عن مسقط قلبي
هذا الركنُ لي
ولي رأسيَ المتعبُ
ودوامةُ المعنى
وأصابعي الثكلى
وفكيَ الذي يخذلني
في الكلام لأقول ما لا أقول .
كلما قفزت خيول الشِعر
في رأسي
أمسكَ الخوف عني...
هذا الرأس ، قد يصلح أن يكون
خردةً قديمةً .. متكسِّرة
أو صندوقاً محشواً
بذكرياتٍ بائسة ، لا يتسع
حتى لمجرد فكرة جديدةٍ
قد يكون جذراً يابساً
لشجرةٍ أنكرت أوراقها
ذات خريف .. ولاذت بموتها
إذ داهمها شتاءٌ مبكر ..
هذا الرأس .. قد يكون صالحاً
لأي شيء آخر
لكنهُ لن يكون بعد الآن
صالحاً للحياة ، أو...
أعرف أن الطريق
ستنكسرُ مرةً واحدةً
وأخيرة ..
ولن أحزن لهذا !
كيف نمتحنُ اليقين
في الإدراك
خارج العقل
أو في رجفة قلبٍ
يخاف كثيراً
كيف نمتحنُ اليقين
في اشتباه الأجوبة
أو تماهي الوجوه
بالوجوه
ومحاباةِ الألم ..
تقشرُ الأفكارُ جلدتها
تنسجُ نرجسها
الحميم
من دمي
وتعيدُ كسري
كما الطريقُ ..
أتقنتُ...
لأنني سمعتُ الكلام
الذي لم تقلهُ
عرفتُ بأنني صرتُ بعيدةً
كما يتوجبُ على حبٍّ
أن ينتهي ..
تمنيت لو يأتي البكاءُ
مرةً واحدةً في الحياة
كما لو أننا ندفعُ ثمن
كلِّ الخسارات دفعةً
نقديةً واحدةٍ
وأخيرةً ..
لو كان بإمكاننا
تأجيلَ الدموع قليلاً
ريثما نهييءُ حياتنا
لاستقبالها بما يليقُ
بحزنها وخيباتنا...