تشتاقني أشجار الغابة
تردد تعويذة العودة على وجه الرّيح
حفنة تراب تحملني إليها
على كف الرّيح دوامة أطوف حول ساقها
عند قدميها ذرات تجبلني دموع الفرح
تمثالاً مبتسماً
ونظرة عتب: لماذا أحضرتِني؟
ينهمر الطلّ من عيون وريقات ناعمة
- اشتقنا لحكايات الطيور المهاجرة
عصفورة خانتها الذاكرة ونسيت الفصول...
ليلة هادئة
صوت عذب يأتي من بعيد
موسيقا تحمل الروح إلى حقول اللافندر
لتتشبع برائحة الأرض وأريجها
أيُّ ملاك يمسح ذنوب الليل بموسيقاه
أيُّ ملاك يقلب دفاتر الليل
يبدّل السيئات حسنات
كليّ آذان صاغية
ريح تجمع النغمات تأخذها بعيداً
وتعود اليّ محملة بعبقه
تراه من يكون عازف الليل هذا
والخلق رقاد
أغمض...
أن تعشق كوردية
يعني
أن تلملم المطر عن حافات عينيها
تطارد ليلاً غزلان قلبها الوعر
تقبض الريح بكفّ والنار بالكفِّ الآخر
دون أن تحترق
أن تتخلى عن اللغة
عن دهشة المجاز
أن تأتيها شفافاً كجدول
سريعاً كلمعة برق
لتنهمر قصيدة بلون القزح.
أن تنساب برقة إلى أزقة القلب
حتى تستقر
أن تغرس ألف شجرة زيتون...
جدتي
من وجهها يشرق الصباح
جداول طيبة ونهر
شفاه لا تنطق إلا اسماء الله ،وحكايا آخر الليل
حتى تغفو الطفولة
جدتي لم يبقَ منها
إلا مسبحة يضوي على حباتها وجه الله
كلما اجتاحني الظلام
وعكاز يدلني على الطريق كخريطة
لدول أحلم باللجوء إليها
جدتي لازالت كلماتها منحوتة على جدار الذاكرة
الخير سينتصر على...
وأنت في طريقك إلى العمل
تغتال دمعات برد تنهمر من عيون مرهقة
تمتزج مع قطرات مطر مفاجئ
هل هذا وقتك ،لتزيد رقعة الطين داخلي
نسمة باردة تداعب رعشة جسد يحلم بمزيد من الدفء
أنامل مرتبكة، تبحث عن بقايا لمسة مخبأة في جيب سترة
كلما شددتها ،غافلتك الرّيح بأقتلاع زر
الرّيح عدوة الأزرار المغلقة
تمضي...
أيها الرغيف
أعرفك مُذ كنت جنيناً، في رحم سنبلة
خوفك و المنجل
الأنين الصامت
حين الرّحى حباتك تسحق
وجهك القمري وشم في ذاكرة زمن ولّى
وأنت تتراقص بين أكف تخاف لسعة حرارتك وتقهقه
ومؤمن يرفع فتاتك من الطريق مع قبلة شكر لله
قبل ان نثرها للطيور
أيها الكثير، ياحلم الفقير
لماذا اغتالوا ملامحك
مرة...
كم هو بارد
هذا المساء
كآخر حديث بيننا ،وانت تراقب القمر
تذكرني بزوربا و تسكعه الثمل بين العابرات
كنتَ أكثر حرية من طائر
وأجْرَأُ من عاصفة
حين تلمح ثوب امرأة
بين أناملك تتطاير أزرار الحياة
تتعرى الشواطىء
بين مد وجزر
تختفي معالم اليابسة
تغرق في بحر ذراعيك
وأنت تصرخ
/ أنا أدافع عن الرجولة في كل...
الصبحُ يتمطّى
نسمات خريفية تعيد للقلب طراوته وللجسد نداه
سرب سنونوات محلّق
تُرى ما سبب بقاءها إلى الآن
والبرد يزحف كأفعى نحو المدينة؟
أعددت الفطور لأبنتي وايقظتها بقبلة
على الشرفة زهوري تنادي
أزلت عنها أوراق يابسة
جفلت من رذاذ ماء نثرته على سيقانها العارية
ابتسمت وفتحت ذراعيها لشمس لم تقرر...
سلهم
كيف فعلوا هذا
بقلب
من ماء الرب خُلِقَ
ساق لا زالت تحمل عبق أنامل فلاح
ضحكات حلقات ركض الأطفال
وأغصان تتدلى منها الأراجيح عناقيدا
حروف أسماء عشاق
حُفِرت بزفرة حرَّى
على صفحة قلب دامع
قبلات متوارية خلف جذع
كي لا تطالها يد الغياب
ولعنة الفراق
رسالة حب لكل عاشق متلهف
للحظة حب وعناق
خمرة عناقيد...
الخريف زارني مبكراً
شجرة يابسة
بانتظار ذاك الفأس الذي صُنِعَ مقبضه
من غصن خذلني ذات عاصفة وهوى
تاركاً جرحاً كبيراً في خاصرتي
مأوى لزنابير ، تلسعني كلما داهمتني رعشة فرح
بمرور سرب عصافير
أو لحظة توّحد مع جدول يرطب جذوري الممتدة
حتى آخر الغابة
سنوات و الفئران تقرض جذوري التي تمردت على الأرض
طمعاً...
ما ضرّك
لو أتيتني تحبو مع الصباح حاملاً
بين ذراعيك باقة ورد وغصن زيتون
وسرب حمام يرقص بين عينيك
ماضرّك
لو جعلت ذراعيك حول خصري سواراً
وعلى إيقاع نبضك نرقص سوياً
تبعدني ..تقصيني
وانا اتمايل بغنج بنفسجه
ماضرّكَ
لو توحدنا تحت المطر
نلتقط بشفاهنا قطراته حبّة حبّه
أو دعوتني لفنجان قهوة على...