عباس العكري

تخرج من الزنزانة المكتظة، لترجع الروح المنهكة، والشمس تلفحك. رنّ هاتفك: " كالإسعاف أريدك حالاً".العرق يتصبّب، وتمني نفسك بقبض ما فات منذ أشهر عجاف، وتذكّر زوجتك المريضة، لقد سافرت عنها. تدخل المكتب الواسع، وتلتفت للوحة " المهد إلى اللحد". يصبّ المدير القهوة في فنجان مزركش بالنخيل، يرتشفها بسرعة...
تنتفضُ بشدة ممّا سيحلُّ بك غدا، لا رفيق لك سوى الغربة والليل الطويل، تحاول النّوم و الجاثوم يهاجمك مرة أخرى، ها أنت تخرج من الفندق المطلّ على السّاحل لا تدري إلى أين تسعى بك رجلاك النحيفتان، تحمل حقيبة سوداء فيها أثمن ما احتفظت به لأيامك العصيبة. تستنشق أنفاساك وتزفرها مثل قطار ينفث دخانه، وترقص...
أحقًا، كنتُ أرتدي الرُّعب، وأحملُ قيدًا، لعلّني أفتحُ أرواحًا، أو أُغلِق فضاءات، حينها ربّما أصفعُ الدّهشةَ، لأرسمُ مصائر، حينها سأختمُ نهايات التدريب، وألبس الزي، دون أن أتأمّلُ. -"يا جلف". هذا ما قالهُ، ثمّ تخيّلتُ أنّي أُمسكهُ، ألوي عنقه، أخنقه، أصفعه، ألكمه، أدوسه، أقيّده، أعلِّقُه، أصعقه،...
أطلقه والرصاصة. وقال: أيهما الأسبق؟ فتح باب الرهان! أولا: خلاصة القصة. ثانيا: المغزى الحكائي. ثالثا: الخاتمة. خلاصة القصة: قبل أن أشتغل بقراءة وتحليل أو تفكيك هذا النص أقول أنّ عبدالرحيم التدلاوي صوت مؤسس يخضعك دوما على أن تتذكره وتراه ماثلا في ذاكرتك، ويزيدك دهشة وإمتاعا كلما قرأت لسردياته...
سرعة.. أُخبرت باغتيال زوجها؛ سترت نفسها. اختار القاص الفعل المبني للمجهول (أخبر) الدال على حصول خبر ربما يكون مفاجئ لم تتوقع الزوجة حصوله وربما قد تقعته لمثل ذلك الزوج وسيأتي التفصيل. مما ترتب على ذلك أن يصدر منها (الستر) واستخدم القاص الفعل الماضي (ستر). (السرعة) كناية عن ماذا؟ ما العلاقة بين...
وضع الأرنب خلسة، علامة على ظهر السلحفاة، وانطلق يعدو بخفته المعهودة..باتجاه الفوز.. لاحت له عند خط النهاية سلحفاة، تحمل العلامة المعلومة، وهي تجتاز خط الوصول بيسر.. أدرك أنه عالق وسط معضلة الكتابة، لا حلبة السباق. يطالعنا الكاتب بعنوان قصته: (تعالق)، ويتضح لنا معنى المفردة من خلال المثال...
يعتني القاصّ عبدالرحيم التدلاوي بالبعد النّفسي . ويحاول رؤية الذّات الإنسانية في بعدين مختلفين، فترة الشباب التي فيها كل الغرائز الهوجاء، وفترة الرجولة الكاملة الاتزان. يرى التدلاوي بمنظارين الخارجي والداخلي. حيث أنّ الرؤية الداخلية النفسية تعتمد الإحساس والشّعور .. و هو في الفترتين يرى أنه يثب،...
1/ المشهد الأول المكان خال إلا مني، وبرد يسكن عظامي كالصقيع. أحمل الشوكة والسكين، وأتناول لقمة بعد أخرى بيدي اليمنى غير مبال. نظرات شزراء تلسعني، أشعر بها، لكني لا أراها الشارع تعمه فوضى الصمت والخواء. أخرج إلى الدفء لأرقص رقصة شريط: حب تحت المطر. نظراتي منكسرة، جوفاء كقرون تنين يا للسعادة...
أرتدي الرُّعب، أحملُ قيدًا، أفتحُ أرواحًا، أُغلِق فضاءات، أصفعُ الدّهشةَ، أرسمُ مصائر، أختمُ نهايات، أنفّذُ، لا أتأمّلُ. -"خذهُ يا جلف". هذا ما أمرني بهِ المسؤول. xwxwxw نص جميل في بنائه وصياغته التي ارتكزت على استعمال الفعل المضارع من أول بدايته، مما يدفعنا إلى القول على كون النص هو بنية مستقلة...
النّص: (جحود) النّاص: (محمد فري) رؤية بقلم: (عباس العكري) النّص الأصلي: جحود أغمض عينيه متعبا استرجع ماضيا ندم فيه على عدم توفقه في حسن اختيار شريكة حياته؛ لم يوقظه من كابوسه سوى صوتها وهي تناوله حبة الدواء! انتهت توطئة وتمهيد: هذه إحدى القراءات الظاهرية للنص الذي قد يحمل أبعادا ودلالات...

هذا الملف

نصوص
10
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى