حسني عبدالحميد الإتلاتي

قال : أين قلت آوي إلى بلد يعصم الروح من حزنها يمنعني ملح هذا البلد قال لي: يا ولد لا عاصم اليوم كل المدائن مقهورة و ممهورة للأسى والبدد كل المدائن جائعة لما يشبع الروح شابعة بالأسى والزبد فاعتصم هاهنا ها هنا نخلة وقيراط حنطة قلت غلطة بقائي هنا هو الفقر مقبرة الأمنيات والفقر مجزرة الأغنيات قال...
لن أخبئ لك وردة حين تأتين لست لصا كي أسرقها أو موسرا كي أحضرها في زيها المصطنع ولن أكتب نصا رومانسيا لأنال تصفيقك الحاد أو دهشة زائفة ماذا لو كنا عاديين نشبك كفينا ونطوحهما في الهواء كغصني نخلتين ثم نعدو كقطتين نأكل الترمس والبطاطا المشوية أو نقضم كوزين من الذرة كأطفال البلاد القديمة الحب غير...
كنتُ على شاطئِ النهر الذي ليس لي ذاتَ مرة كنتُ على مدخلِ القصر الذي ليس لي ذاتَ صورة وذاتَ ثورة كنتُ في مسيرة الفقراءِ الخائفينَ أبحثُ عن شِبرينِ من تراب الوطن كان اللصوصُ في الظلام يسرقون النهر من حلوقنا والخبز الأسمر من كفوفنا يشدون من البنات حياءهن عن جسد (الولاد السمر) يَنزعون الرجولة عادت...
عرافة القرى عندما سألتها عن خبيئة القدرْ في صفحة الغدِ.. عن موعدي مع النجوم والغناء والمطرْ! عن مهجتي التي نزفتها بقية من الجراحْ هل مقدر لها آن تستريح مرة من براثن الضجرْ .............................. عرافتي وهل صبايا حينا القديمِ عند ما أموت يذكرنني أنا الذي خلعت عيني لهم ليبصروا وبعت ثوبي...
ولقد ذكرتكِ والجراحُ نوازفُ ولقد ذكرتكِ والهمومُ عواصفُ ولقد ذكرتك ضائعا ومشردا ولقد ذكرتكِ خائفا ومهددا ولقد ذكرتكِ في اغترابي ومدينة تلفظني طعاما للغياب ولقد ذكرتكِ والحياةُ تضيق بي والبحرً يَحطِم مركبي والموج يهزأُ بي ويلعب بي ولقد ذكرتكِ والرفاق تخون لست أخونهم ولقد ذكرتكِ في غيابة جُبهم لا...
إيمان ت س ق ط أحمس في كتب التاريخ كان يقود العجلات بنفسه أحمس في الشاشات يقود صواريخ الشجب التنديد الاستنكار على شاشات التلفزيون بنظارته العاجية إيمان ت س ق ط على كرسي فى مقهى اسقط تختلط القنوات على الدش قال الولد الأشقر للبنت الحمراء الخدين :خمسون جنيها ..عربون الليلة قالت : مية (فيفى تصعد...
يقولون لي : الأنبياء عندما رحلوا لم يتركوا أوصياء ففيم ادعاء النبوءة؟ إن ادعاء النبوءة فراغ يأكل مخ كلام! يقولون لي : الحقائب ليس بها غير بعض الكراريس فارغة والحروف... :نصف الحروف تأكله أرضة السابقين و نصف على شجر اللا يطال ينام ففيم تشاغب وجه الورق؟ تحاول تبعثه في الركام يقولون لي الخيول من...
اقول لكم : أنا ذلك العبد ولدت على شاطئ النهر جلدني رجال الملك حين اقترفت جريمة لمس النهر أمي بائعة الجرجير جلدتها البلدية بتهمة ازدراء الطريق العام وأبي فلاح طيب منذ خمسة آلاف عام حفر قناة زيسترويس بخمسين رأس من البصل وقطعة جبن قديمة وحده أخي الذي أكمل تعليمه عينته الحكومة حاجب المحكمة أخي...
منذ أن نهرتني مدرسة النشاط بقسوة : الطويل يرجع إلى الخلف عرفتُ أن جريمتي التي ستلازمني مثل ظل أبي :طول قامتي في فرقة المسرح المدرسيّ (في الصف السادس) حين شذ عن الجماعة صوتي لطمني مدرس العربي على ماء وجهي وانحرمت الغناء تسلقت منبر المسجد - كنت لم أزل يافعا - فصرختُ بما يريد الله - لا ما يريد...
أعشقُ موسيقى الضوءِ الشارد مع أني منحاز لوهبي السوالمي ويخالطني البكاء بالهزيمة أمام انكسارات عينِ أبيه ولا أكره المتطرفين! لم تعد أسناني تقوى على قضم حبل الدوبارة لكن قلبي يستطيع التعاطف مع نيللي كريم في مسلسل الحارة أو سجن النساء ويتوقف لساني عن الكلام و ذراعاي عن الحركة كلّما مر صلاح منصور...
1-. .................... عسكري الشطرنج ميت ووزير الشطرنج يموت والملك يكش فتش عن شطرنج آخر فيه ملوك لا تعرف كيف تمووووووووووت 2-. ..................... أمل دنقل مات ونجيب سرور يا مسرور كيف قطعت بجبنك رأس نزار مثل حمار أصبحنا من غير العربة فيم نسافر نحن الشعراء المقهورين وإلام نبكي لبنا منسكبا...
أكره رابطات العنق غالبا ما أمنح صوتي للكادحين قليلي الحيلة كل يوم أفكر في حيلة تخفف الموت عنهم مثل أن أضع صورة شحاذ كصورتي الشخصية أو أكتب ديوانا عن رجل لم تضحك له الشمس يوما رغم ما يضج به وجهه من جمال عندي رغبة في السير حافيا وفي ارتداء الثياب القديمة أكره رابطات العنق رغم ضجر ابنتي من زهدي...
لو كان لي حرية الاختيار سأختار أبي أبي بجلبابه المصري.. بتراث قديم من الشقاء وعريق من الصبر أوقن كلما رأيته أنه من شيد الأهرامات بذراعيه المفتولتين وبطنه المشدود موقن بأن النيل كان يجري خصيصا لقدميه الحافيتين فكلما مشي انبجست صخرة وأنبتت سبع سنابل أبي ذلك الحكاء الماهر وجهه أيقونة الطيبين وضحكته...
إتلاتُ يا مدينهً من الدّموعِ يا سفينةً بلا رجوعْ ووردةً من التعبْ .............. عندما كنتُ صغيرًا لم أتم الخامسةْ كان لي أم حنون وأب أسمرُ يعشق أرضَهُ ودارَه ُ وأخٌ مثلى صغيرٌ لجّ بابَ السادسةْ ...... قبل أن يسبقَ عمري يتخطي السادسةْ صنعت أمّيَ لي بعضَ كيسِ الأسمدةْ جعبةً وعبّأتها : قلما من...
إننا قادمونْ بأغصاننا قادمونْ بأحلامنا.. قادمونْ من دماء روت أرضنا من جماجمَ قد فُصِلت هاهنا من هاهنا.. : من بيوت خربها الغاصبون :من ضحكة باهتةْ على وجه طفلٍ من رقصة ميتة على قلب طفلة وشيخ كظيمْ و أمٍّ تنام على حزنها وطفل يتيمْ أبشّرهم يا أبى بالخراب العظيمْ أبشْرهم بالجحيمِ.. أو يرحلون إنهم...

هذا الملف

نصوص
33
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى