شعر كريم بكثير من الرضا، حين تيقّن من أنّه أنجز مهمّته على أكمل وجه؛ عزّز شعوره هذا، أنّ أحدًا من قاطني العمارة لم يتدخّل، برغم الجلبة التي وقعت في الشقّة الطابقيّة، على الطابق الرابع.
كانت عمارة (الخرزة الزرقاء) الواقعة على شارعين عريضين، مكوّنةً من إحدى عشرة شقّةً، عدا التسوية التي يقطنها...
دودو! يا عزيزتي!
لا أشعر بأنّني على ما يرام.
لقد كنت كذبت عليك، والآن أطلب الصّفح، بحقّ الإله العظيم، فسامحيني، قبل أن أصارحك!
وكما تعلمين، وربّما لا تعلمين، يا دودو، فإنّ الكذب عيبٌ وجريمةٌ في أعراف كثير من الخلق، وأظنّ أنْ ما من مناصٍ من الاعتراف، لا سيّما في ساعة عصيبة كهذه، لقد كذبت حين...
"إنّ النظرَ إليك أمرٌ غيرُ مبهجٍ بالمرّة"، قال رجلٌ لكرسيٍّ قديمٍ يجلسُ قبالته، وسرعان ما خُيّل إليه أنّ الكرسيَّ لم يعرْه اهتمامًا، فقام وأداره بحيث يولّيه ظهرَه، وعاد إلى حيث كان.
"إنّ ظهرك مملٌّ وكريه، ويبدو كظهر عجوزٍ تلفان"، قال بنبرةٍ أكثرَ حدّة، وخُيِّل إليه أنّ الكرسيَّ ممعنٌ في تجاهله،...
اتّفقَ أهلُ الحلِّ والعقد في مدينة الذّرى الشاهقة على أن يعتليَ بعضهم بعضًا، في كلّ تفصيلٍ دقيقٍ وغيرِ دقيق..
ومنذ أربعين عامًا، غدت مباني المدينة على هيئة مكعّباتٍ متربّعةٍ على منبسطاتٍ، وعاش الناس في الأسفل مستورين راضين بما قُسِمَ لهم، فيما هنأ الأعلون بما تحصّلوا عليه من جرّاء القسمة هذه...
مجموعة قصصية - قصيرة جدا - تتعرض بجرأة بالغة لحقبة تتعرض فيها الانسانية الى الاستلاب والاضطهاد والقهر السياسي ، وتقترب بجرأة بالغة ومثيرة من يوميات تتشابه في واقعها , ومن خلال حوادث واقعية ومتخيلة أو مفترضة ، يعرضها القاص جمعة شنب بلغة سردية مقتضبة وقصيرة معبرة ومدهشة, وبرشاقة دون بذخ إنشائي...
اعتادَ أهالي مدينة الزيزفون تلقّي تعليماتٍ مفصّلةٍ من رئيس الشرطة، عن فعاليّات المناسبات الوطنيّة والقوميّة. كانت التعليماتُ تُوزَّعُ عليهم قبل أسبوعين من كلّ مناسبة، وبالإمكان القولُ: إنّه لم يحدث أن مرّ أسبوعان، دون مناسبات من هذا القبيل، على مدار السّنة.
ومع مرور السنين، خالَ الناسُ أنّهم قد...
لقد بلغ السيل الزّبى! والهرولة في هذه الدقائق أمرٌ حميد...
الرّجل الذي خِلته حبيبي لسنة كاملة، جلفٌ ودقيقٌ بصورة تفوق الوصف. كما انّه لا تفوته شاردة ولا واردة..
والحقّ أنّه لم يعتد التبجّح بذلك، لكني كنت أرى ذلك الإدراك في عينيه اللّئيمتين. ولقد أحسستني دومًا عاريةً أمامه، ومذعورة.
إنّ مثل هذا...