عزة رياض

بكماء ابتلعت لسانها عن قصد حتى أنها لا تجيد الصراخ استبدلت الكلام بطائر كل صباح ينقر زجاج الغرفة كشفرة مورس أنقذوا أروحنا أو أنفسنا تتلاطم الأجساد العفنة لتقيم حفلات تعارف يشربون نخب الهراء كؤوس من المنظفات السائلة لا تلتصق بها جرائمهم ثم يدنون لعازف الموسيقى لسماع صرخات ضحاياهم وعند الخاتمة...
تتساءل دوما لماذا ينصهر الوقت عندى وتقفز الكلمات المخبأة فتغزل قصة أنت بطلها لست شهرذاد الألف ليلة فقط لم أخبرك عن زائرى الليل عن الحلوى التى يحملونها بطعم الأيام وعن صغار يقطنون ملاءاتي البيضاء ينتظرون أن احكى لهم عن رجل وحصان لم أخبرك عن ضوء شاحب يحمل صورًا أرسمها بملامحك فتكون...
فى مدن الأشباح ،البشر أشباح تخيف الهواء تمنع سقوط المطر تسرق اوانى سيدات جمعن الطعام من القمامة تلهو فى حانات مهجورة يقطر سقفها دماء وطاويط معتقة أشباح الأطفال خائفة أشباح النساء يبحثن عن ضلعهن المفقود واشباح الرجال يقتنصون النشوة على عجل والجميع ينتظر اللعنة هناك صخب أحمر الشفاة يعلو على صريخ...
أنا واشباهى الأربعون تفرقنا لم تعد المسافات تبتسم والسفينة التى اخرقتها باتت إرث للحيتان شجرة جدتى انجبت فتاة عجوز عامين من الفطام ثم اشتعل رأسى شيبا أمر على حلقات الرقص حافية فيصمت قرع الأرض تحتى فابدو كما لو كنت صماء تراوغ الأحذية وتفشى اسرار خيبتها للعابرين ثم اسقط مثل كارمن فيفوز الثور عزة...
أتفهم جيدا لماذا يرفض الغياب إرتداء ملابسه السوداء ويهرب من الحفلات الجنائزية ولماذا يطرب لسماع بكاء الحاضرين هو يعلم أن هناك إمرأة ما ترتق لصغارها حكايات عنه بالكذب وأن مسافات الوقت مصدر بهجته يعلم أنه إجابة للأسئلة الصعبة يعزف على نوتات الحنين بأغنية تبدأ ب أين .... وتنتهى بمتى يدرك أنه أبا...
حين دقت ساعة الحائط معلنة عن موعد الاجتماع الأسبوعي لإزاحة الأتربة؛ بدا الأثاث متربصا لبعضه: من يبدأ الكلام أولا؟ فزعت غرفة المعيشة حين أصرت غرفة الطعام على البدء؛ فما عادت تحتمل.. تريد أن تفشي بمعانتها طيلة عشرة أعوام. احتدم الموقف بينهما حتى تدخلت حجرة الضيوف وحسمت الموقف لصالحها باعتبارها...
لا يمر يوم على )وحيد( إلا ويجلس فيها معاتبا نفسه على اختياره لمكان إقامة منزله النائي عن البلدة. لكن ماذا كان بمقدوره أكثر من ذلك! لم يكن معه مالٌ كافٍ لحرية الاختيار، ورغم نصائح البعض له لعلمهم بتاريخ تلك الأرض بكونها كانت مقابر في الماشي وتم تسويتها إلا إنه قرر شراءها.. وأقام بيتا يمارس فيه...
فى البداية احصل على خمسة أو ستة أسطر خالية أكتب فى أولها كلمات تدل على التعجب و الحيرة أن العالم أصبح بيتا أيلا للسقوط أنك أصبحت تحمل جينات مهجنة و تمتلك أربعة من العيون لكنك لاترى أو عن طفل فى الخمسين أصبح كهلا يوم فقد أمه وأن قامتك يصيبها الإنكماش كلما عجزت عن قول الحقيقة وقدماك لا...
من الأفضل أن تنام طويلا أو تقول لا أن تظهر بغير هيئتك تكون حمامة مثلا تقف على حافة الأسوار تدرك الغروب ثم تقفز داخل نهار آخر يمكنك أن تتحول لعربة قمامة تحمل نفايات الذكرى لتحرقها بعيدا تعلم لغة جديدة حتى يمكنك سب الأخرين فى العلن لتحصل على انحناءة شكر وهمية لن يفهموك بالطبع لاأحد يريد أن يتعلم...
بعد أن أوغلها الزمن في طيات الفقر والمرض وترك لها جسدا بساق ونصف، لم تجد في الأمر صعوبة بأن تحصل على قطعة أرض مملوكة للدولة بطريقة ( وضع اليد) كما يفعل بعضٌ من الأشخاص لبناء مشاريعَ يتكسبون من ورائها وخصوصا أن مواصفاتها تتيح لها البقاء من دون عداوة، أطماعها لا تتعدى مساحة جسدها المنهك ،استقرت (...

هذا الملف

نصوص
10
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى