عبود الجابري‎

عندما أخبرتكَ أنّني أتعافى كنتُ أعني أنّ الجرحَ صار قنطرةً يعبرُ النملُ عليها صوبَ ضفّةٍ أخرى من الوجع وأنّني أسكنتُ فيهِ كثيراً من الأكاذيب أهونُها ضحكةٌ ملساء وأصعبُها ما أردّده في الأدعيةِ عن كشفِ الضُرّ وإطلاق النار على الكروب تعال إذن خذْ عمري، واحجزْ لهُ مقعداً في المدرسة خذْ مفاصلَ...
لا أفعل شيئاً ياكولومبوس وما افعله ليس سوى تجوال بائس في أطلس مليء بالبشر المصابين باليأس واستراحات قصيرة في المقاهي التي لم يعد يرتادها أحد لم أعد أتحدث إلى أحد ولم يعد أحد يفكّر بمحادثتي لذلك هربتُ من لساني ونمتُ في صحائف الموتى لكنّهم يتقلّبون كثيراً هم ايضاً يحلمون بالعودة إلى أشرعتهم تلك...
يمكنُ تأنيثُ الحزن مثلما يمكنُ تذكير الدمعة كلاهما واقفان على باب الروح رهناً لإشارة من الظلام وحسبكَ عندئذ أن لايراك أحد حسبكَ أن يرتطمَ بك مبصرٌ أو أعمى ممن يبحثون عنك ليعلن على الملأ بسعادة ٍ بالغة أنّه يمسكُ بقميصك وعليه أن يمضي بك إلى الواقفين في الضوء ليعرفوا من أنتَ وكيف سقطتَ في هذه...
في البدء كان وجع النافذة حين كنّا نتلصّص على الهواء لعلنا نتنفّس مثل برمائيات مريضة وعندما متنا طافَ الكلام حزيناً ، خفيفاً ، كعلاقة عابرة لكن لم يقل شيئاً يعيدنا الى أمّهاتنا لم يصف أولئك الذين وقفوا على الضفاف يصفقون لنا كي ننجو ويلتقطون صوراً واضحة لفقاعاتٍ تتقافز من أنفاسنا لم يصفْ سوى...
منذ سقطتْ عيناهُ عن الرمح أيقنَ أنّه فاشلٌ في رسم صورةٍ للطيور فهوَ يريدُها بريشٍ كثيف يغطّي كاحليها وأجنحةٍ من البلّور تجعلُها تتهادى في مشيتِها حتّى أنّه أخفق في تلوين حمامةٍ حطّت لبرهةٍ عند نافذته لتستريح وتشرب كما لو أنّها تحمل هديلاً مرّاً على ظهرها # عبود الجابري 10 آب 2020
كيف أعتذر لها تلك التي انتبهت إلى خلل في العناق ؟ كيف لها أن تدرك أن ظهري تقوّس كي يكون لائقاً بمساحة حفرة أنجبتها قذيفة عمياء ؟ ربّما كي أكون على هيأة جنين وادع كيف أعتذر لها عن الشوك الذي علق بثيابها حينما لامست إهابي ؟ والدم النافر من أغنيات ترنمت بها عندما أقبلت؟ كيف لي أن أكون ناعماً مثل...
من السلالة ذاتِها لكنّي لا أنتظر أحداً ، كلُّ ماهناك أنّي رخيصُ الدمعة وأجفاني تشبهُ شفةً ملدوغةً ثمّة مايكبر في روحي ولا أعرفه ورغم جهلي به فأنا أصفق يداً بيد بين لحظة وأخرى فأثير انتباه الجالسين قربي أولئك الذين أهملوا شؤونهم جميعها وتفرغوا ليهزّوا ايديهم ساخرين عندما لا أقول شيئاً بينما يداي...
بيني وبينك ريشةٌ نطيّرها تارةً بأنفاسنا وتارةً بإشعال النار في موقد الورد كما لو أننا نريد القول : لاحاجة لنا بالورد اليابس لاحاجة لنا بريشةٍ تسقط حين تضيق أنفاسنا أنا وأنت أرنبان بريّان نغضبُ حين تضيق المفازات وتسرق النوافذ التي نتسلّل منها لنركض صوب الأغاني حتى أنّك صرت تعرفينني من جحوظ عيني و...
منحتكَ قميصي ثمَّ قلت لك : امض هانئا ودعْني أراود الفصول عن شمسها دعني أتوارى خلف الهبات والعطايا تلك التي تجود بها عليَّ جدران مائلة ومصابيح آيلة للموت أنا الآن أنتظركَ في العتمةِ المخلصةِ وأقول للضوءِ الخائنِ : هيتَ لك أنتظركَ وأقلقُ جلدك بالرسائل التي تحطُّ عليهِ مثل سياطٍ ترجو منكَ سدادَ...
ملخص البحث كثيرة ومتنوعة هي التقانات الكتابية التي يلجأ الشاعر إليها ويفعِّلها في بلورة شعرية منتجه الأدبي، ومدار هذا البحث تقانة ( التعريف) التي لجأ إليها الشاعر عبود الجابري واتكأ عليها بنحوٍ لافت في ديوانه ( يتوكأ على عماه) ، إذ يعمد الشاعر في مساحة عريضة من هذا الديوان إلى التقاط اللفظة ،...
لم يأتِ الدّركُ هذا الصّباح مع أنّهم يعرفون أن غداً سيكون عطلة ،وعلي أن ادلّل أحزاني نكاية بأيام الأسبوع الأخرى ،كنت قد حلقت لحيتي وانتقيت ملابس غامقة اللون لنهار لا أعرف لونه ،حتى أنّي توضأت ،نعم توضأت ، فربّما سيكونُ عليّ أن أصلّي هناك ،وربّما يشتدُّ في روحي وترُ أخير فأرتّل مايتيسّر لي من...

هذا الملف

نصوص
11
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى