في مرحلة الطفولة، نتخيل ملامح مستقبلنا، بما في ذلك المهنة، والدخل المرغوب فيهم. والمثير للدهشة أن هناك العديد ممن سارت حياتهم على نفس الدرب الذي تم تخيله منذ الطفولة. وأمام تلك الأمثلة الحيَّة لترسيم حدود المستقبل يقف الإنسان متعجبَّا لكونه محظوظ أو متعوس؛ لأن أحلام طفولته تحققت بحلوها ومرها...
بعد اكتشاف أغلب البشر مؤخرًا أنهم مجرد "دمى" يتم تحريكها وفق الأهواء في لعبة يتقنها الكبار لم تبدوا عليهم إمارات الدهشة أو حتى الميل للثورة على ذاك الوضع؛ لأنهم صاروا على دراية بذلك بعد تيقنهم أن البساط يسحب من تحت أقدام البشر ليس بلطف كما في السابق، ولكن بعنف. وعلى هذا، ينتهج الإنسان الحديث في...
التعجل والتكاسل عن رؤية ما هو أبعد عما يدور في محيطنا القريب أحد أهم أسباب نكبة الأفراد والشعوب والإمبراطوريات الراسخة البنيان. فلا يمكن أن يتصور أحداً أن أحفاد الحضارتين الرومانية واليونانية نخر الفقر أسس حضارتهما وجعلهما في أذيال الدول الأوروبية التي كانت قديماً تتلمس نور التقدم من حضارتيهما...
في فيلم مارلين مونرو الشهير "البعض يفضلونها ساخنة" Some Like It Hot (1959)، ظهرت كوميديا متعددة الطبقات، تحتل فيها القصة الفرعية مكانة قد تضاهي أو حتى تتفوق على القصة الرئيسية. وبالرغم من بِنْيَة الفيلم الواهية التي جاءت على غرار الدراما الشكسبيرية القديمة، والتي تدور في فلك قصة رومانسية مكتظة...
يتردد في الأذهان مع نهاية هذا العام التساؤل عما إذا الكوكب قد ضاق بتواجدنا على ظهره؟ كنا نسمع عن غضب الطبيعة وكيف ستنتقم لنفسها ممن يخربونها، ويلوثون جوها، ومن ثمَّ، هل سيكون انتقام الطبيعة هو الفتك بكل من أضروا بها وعلى رأسهم البشر؟ أم سيكون هذا الانتقام في شكل طرد الإنسان المخرب من على ظهر...
في الماضي كانت الدول الأوروبية الفقيرة تؤَّمن قوتها وثرواتها بالإغارة على الدول المجاورة. لكن في القرون الوسطى، قررت الدول الأوروبية أن تسعى للنهوض وتكديس الثروات من خلال الإتحاد تحت لواء واحد والإغارة على الدول الأكثر ثراءً، والتي كانت حينئذٍ تتمركز في دول المشرق القديمة. وحتى تتخذ الموجات...
فُتِحَت بوابة القصر لاستقبال الّسلطان المنتصر الذي زفَّته الّسماء بتعميم حالة من الصفاء؛ لكي تتلألأ أشعة الشمس ويشتعل ضؤها عند انعكاسها على حُلَل الجيش الظافر المعدنية. وأمَّا الأرض، ظهرت كانعكاسٍ مغايرٍ لصورة الّسماء الصافية، حيث استحالت لسماء ملبدة بغمائم رمادية من غبار تُثيره أقدام الخيول...
الحياة عبارة عن بوتقة من لظى ملتهب، نوضع فيها قسرياً؛ لنقاسي الأمرين، لسبب ما نجهله تماماً. وفي الأخير، المتوقع منا تحقيق نجاحات غير مسبوقة. لكن، في خضم ذلك العراك الأزلي الذي يقع فيه الإنسان فريسة بين متطلبات الحياة، والتجارب المريرة، والاختبارات القاسية، وما ينجم عن ذلك من ذكريات، يترسب في نفس...
من عادة البشر شيطنة الأحداث، وإيجاد وسيلة لتحقيق أهداف تخدم مصالحهم الشخصية من خلال افتعال - أو تسليط بؤرة الضوء على - مواقف وأحداث سوف تسخدم على المدى القريب والبعيد – على حد سواء – لإضعاف أطراف، أو إيقاعهم تحت وطأة ضغوط؛ والهدف هو الاستفادة بأكبر قدر ممكن من الحدث. فهل يختلف موقف الحكومات عن...
يتباهى الإنسان دوماً بعقله، وبكل فخر يكرر «العقل زينة». ولما كان الإنسان في حاجة ملحة لتطوير فكره، وزيادة نسبة ذكائه، استحدث آلات لتعينه أن يكمِّل نواقصه كإنسان، لكنه، في الوقت نفسه، يتباهى بكونه مخترع الآلات، وأن بإمكانه صنع أخرى أفضل منها، أو حتى يدمرها حينما شاء.
تلك النظرة المبجلة لشأن العقل...
أكمل زينته في المرآة، ثم مرر يديه في خصلات شعره الأسود اللماع، وكأنه يضع اللمسات الأخيرة على تحفة فنية. وبحركة لا إرادية، مرر يده على ذقنه، وظهرت على قسماته إمارات حبور غير مفهوم لمجرد أن ذقنه حليقة، وناعمة كالحرير. توجه لخزانة ملابسه الصغيرة، التي أظهر عليها الزمن علاماته من تشققات، وسقوط بضع...
من عادة البشر شيطنة الأحداث، وإيجاد وسيلة لتحقيق أهداف تخدم مصالحهم الشخصية من خلال افتعال - أو تسليط بؤرة الضوء على - مواقف وأحداث سوف تسخدم على المدى القريب والبعيد – على حد سواء – لإضعاف أطراف، أو إيقاعهم تحت وطأة ضغوط؛ والهدف هو الاستفادة بأكبر قدر ممكن من الحدث. فهل يختلف موقف الحكومات عن...
وقف أمام المرآة ليمشط شعر رأسه الناعم المنسدل، وأخذ ينظر لانعكاس صورته بالمرآة، فبرزت على شفتيه ابتسامة رضا شديد عما حباه الله به من جمال. فهو دوماً، ذاك الشاب ذو الطلعة البهية، والجمال الأرستقراطي الذي يعود لحقبة الخمسينات. أقصى أحلامه، أن يحظى بأقصى قدر من الإعجاب، والتقدير من الجميع...
عندما يواتيك الحظ بصورة عفوية، وتحظى بشهرة غير مسبوقة على شيء لربما لم تقصده، أو حتى قصدته، فإنك حينئذ تتجرع حلاوة الرأي العام. وذلك بالفعل ما حدث مع العالم الفرنسي بلاز باسكال Blaise Pascal (1623-1662) الذي حالفه الحظ، على عكس كثيرين غيره من العلماء، بسبب إجماع الجمهور على عبقريته، واعترافهم...
صفقت الباب خلفها بكل عنف، وهي لا تزال تحاول جاهدة أن تزحزح بصعوبة حقيبة سفر كبيرة الحجم ثقيلة، لم يقدم لها أحد يد العون حتى بداخل المنزل، بالرغم من تواجد رجل فتي قوي البنية بالداخل. تركها لتفعل كل شيء بنفسها، وكأنها تحمل خطاياها على ظهرها. وعندما ضغطت زر المصعد، لم يرتسم على وجهها إلا أمارات من...