أحمد دسوقى

وجه التأثر : في قصص الكاتب تجد التأثر واضح وظاهر بالشخصية المصرية الأصيلة وما تعانيه في حياتها الاجتماعية والاقتصادية والطموحات والآمال وهذا وأضح في قصصه مثل قصة حكاية عنايات المحمودي وكوب شاي وشيء بيننا ونظارة قانونية . لقد رسم لنا الكاتب الحياة المصرية بريشة فنان مبدع وصورها تصويراً...
ابى : على الاريكة جالس قباله امى الملتفة بالغطاء فوق السرير حول راسه تنعقد باستمرار حلقات رمادية من دخان سيجارته تتمايل تتصاعد واهنه كسلى و تتبدد على زجاج النافذة الموصدة خلفه جالسا القرفصاء نحيلا كالعصا شعره الابيض ثلج يستريح على قمة راسه فى شموخ و جلال نظارته الثقيلة العتيقة هناك فوق ارنبة...
-1- أغلق الباب خلفه بهدوء ، أسند ظهره عليه قليلاً ، نفخ فى ضيق . يا ستار يا رب ، لو أنها عرفت تمنى لو كان للغرفة مفتاح حتى يضمن أن يكون مع نفسه وحيداً ، و لو ساعة واحدة ، لا يقطع فيها خلوته أحد ، أستلقى على السرير مرتاحاً يا سلام . تنفس الصعداء ، أحس بالحرية تنساح حواليه كحقول خضراء ...
1 – أمسكت بمعصمه لحظات....يا الهى ....لا فائدة ...ثم تركت يده تسقط وحدها بجواره كما تشاء . تأملته برهة و هو يرقد رقدته الاخيرة فى هدوء مخيف أسمر نحيل قامته القصيرة تستلقى على المنضدة كعود قصب ملقى من غير اعتناء شفتاه الرقيقتان كشفتى فتاة ، تنفرجان قليلا ، كما لو كان يبتسم لشىء غامض لا يبين ...
تقدمت بخطى ثابتة ، و علقت على فمى أبتسامة ودودة و قلت بصوت رقيق : صباح الخير يا أفندم ...سيادتك الأستاذ إبراهيم جمعه ؟ فنظر إلى الرجل من خلف مكتبه ، بوجه كالح ، و عينين عابستين ، و قال بصوت أجش : نعم أنا هو الأستاذ إبراهيم أهلا يا أفندم ...و الله أذا سمحت توقع سيادتك هنا و أشرت إلى مكان...
قلبى يخفق فى رجاء الامل يراودنى كالماء فى الصحراء أمعقول هذا ؟ النحس أصدق أصدقائى يقرر فى النهاية قطيعتى و خصامى و الحظ... الحظ الطيب النبيل يعود الى من ارض التيه و يقرر صداقتى و يقود خطاى أمعقول هذا ؟ هـــــــــل سأعوضك يا أمى عن أيامك العجاف بأيام تنسين فيها كل أيام الفقر و الحرمان اه يا رب...
السيرة الذاتية للقاص الاسم / احمد دسوقى مرسى معلم اولا ثم قاص ثانيا ، مصري الجنسية لمع وميضه مثل برق خاطف فى عالم الادب سنة 1995 بصدور اول باكورة له مجموعته القصصية تائهان و تضم عدد 13 قصة قصيرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عدد 167 – سلسلة اشراقات ادبية من مواليد مدينة بنها محافظة...
يا رب ... انها نفس الطريق الطويلة التى طالما سرت عليها فى الماضى البعيد . لم تتغير كثيرا . لا اكاد اصدق نفسى ... ها هى ذى البيوت عن يسارى لم تفقد رواءها القديم كثيـــــرا ، و هذا هو " الرياح التوفيقى " عن يمينى لا زال يتدفق بمائه بين ضفتيه الضيقتين ، طيبا حنونا كما عهدته قبلا ، ثم لا أرى بعد ذلك...
كيفية ذبح الدجاج * 1 * تنهدت من اعماقها ، و تمتمت . أحان الموعد يا أحسان ؟ ما علهش ....راحت علينا يا خسارة ... ثم مسحتها بنظرة جانبية شاملة ، و هى تتجه الى المطبخ فرأتها تتألق فى ردائها الازرق الجديد و يداها تمسحان على شعرها الاسود الطويل ، فهزت رأسها متحسرة ، و اخذت تترنم بصوت خافت : " اروح...
لــهثت انفاسى و انا اصعد السلم لم يبق الا دور واحد قلبى يدق فى صدرى عنيفــاً و الحرارة تتصاعد من وجهى الملتهب اخيراً وصلنا يا سلام يا أبا خليل وقفت لحظة ألملم فيها أنفاسى المبعثرة شددت أطراف سترتى الى أسفل مسحت ذقنى فى عصبية و صدرى ما زال يعلو و يهبط سعلت فى تكلف لاسلك صوتى لارد به على من يفتح...
1 أغلقت الباب خلفى بقوة ، الضيق يتأجج فى راسى كالحريق قدماى تسرعان بى الى المقهى فى غضب يخز اعصابى كالشوك لعنت فى نفسى الاولاد و كل الاولاد تحسرت من اعماقى المحزونة على عزوبة فقدتها بمسئولية الزواج الى الابد كادت عربة تدهمنى فى الطريق اخرج السائق راسه من نافذة السيارة و شتمنى اشتعل حقدى الثائر...

هذا الملف

نصوص
11
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى