ناصر الجاسم

البيدر مطعون بالسيف.. الأشجار تتيممُ بالغبار.. الأغصان مسامير واقفة.. خراف الأمس الراكضة أضحت بذورًا منثورة.. الطيور الميتة أمست علامات عبور للرحل.. متى تلد الصخور مياه؟ متى يأكل السرو فاكهة ناضجة؟ متى يبني العصفور عشه وتفتح الصغار مناقيرها مناديةً أبويها بزقزقة مخنوقة؟ آه! منذ زمن لم أسمع...
الراوي: ويسمى السارد، أو حامل وجهة النظر، وشخصية الراوي مأخوذة من القصّ الشفهي القديم، والجديد أن النقاد بدأوا يهتمون به. ويعدّ عنصر الراوي من أهم العناصر في القصة الحديثة، ولا ننظر إليه كما ينظر إليه النقاد الذين يعتبرون الراوي أحد الشخصيات، وإنما نعتبره عنصراً بنائياً يحتاج إلى وقفة خاصة...
الصباح الأول في الحسا، ورائحة الخبز تملأ النفق الأول فيها انتهاءَ شارعِ الظهران للقادم من الدمام، تتسرب الرائحة كعطر صباحي خاص للجوعى من المخابز العلوية الحديثة الكائنة فوق الجسر، وتلامس أنوف السائقين والراكبين وهم يعبرون النفق فوق سياراتهم، وعين الحويرّات تضخّ للسماء بخار الماء على شكل غيمات...
بلغة عالية، قوية البناء، يتدفق الشعر من جنباتها، ومن العبارات ذات التركيب الجمالي، والعمق الدلالي، يأخذ الجاسم برسم شخصياته، كما يتخذ أيضا من البوح وبما يختلج بداخلها كخطوط مكملة لملامحها. وهنا نجد شخصيتين ارتكزت عليهما القصة، وشكلتا المفارقة فيها، ويتضح ذلك أكثر عبر طريقة تفكير كل شخصية، وعبر...
عن «نادي الجوف الأدبي»، صدرت للقاص والروائي السعودي ناصر الجاسم، مجموعته القصصية القصيرة السادسة بعنوان «الثائرة»، بعد 3 روايات وكتاب نقدي واحد و5 مجموعات قصصية سابقة. المجموعة الجديدة تتوج تجربة الجاسم بسرد متقدم فنياً، ويعود زمن تأليف القصص في هذه المجموعة القصصية لعام 1990، واحتوت عناصر فنية...
في البدء (للمدينة وجه رجل وللقرية وجه أنثى وللخيانة وجه قرد) (رحيل امرأة يوازي رحيل عشرة رجال) (نذهب إلى الطبيب ليعالجنا ولا ندري أننا نعالجه).. الموسيقا التركية تنبعث من جهاز التسجيل القديم، صورة الفريق الوطني التركي لكرة القدم ملصقة على أحد الجدران، دخان التبغ يظلل وجوه المغتربين المجهدة،...
فتاة عاطفتها كالظل، ترقد على سرير منفرد، تحلم بأن يلد السرير سريراً، تخطب ود القدر، وصفح السماء، وتشكو لها آلام الأيام السبعة من كل شهر، وتترقب أوان زوالها، تبحث في صفحتها الزرقاء عن أنجم شكلت اسمين متلاحمين يكون اسمها أحدهما، تبسم لرقص المطر على زجاج سيارة أبيها، وللثمه زجاج نافذة غرفتها. كلب...
هضاب ضبابية راكضة على الطريق الندي. تطمس معالمه.. تطعن صدور السيارات المتحفزة لقطعه ولا تموت.. السائقون مستسلمون للموت المندس في الهضاب ينتظرون الشمس الكسولة تصطاد الهضاب بشبكاتها.. نبضات الخطر التي تحرس السيارات من هجوم بعضها على بعض تشكل للسائقين مسافة أمن.. أيقن السائقون ضعف التكنولوجيا أمام...
طاقة الشمس تنمو وكل شيء في الجسد ينمو إلا الروح.. أرض الصحراء تَسخن وتُسخّن الهواء الجاف معها.. طيور الصحراء تركب التيار الحراري.. تطير من دون أن تحرك أجنحتها.. الأغنام السمار تستريح من الرعي متقاربة لتبرد فراشها الأصفر.. جلستُ قرب الأغنام على الرمل يكوي عجزي.. أخذتُ أغسلُ أوساخ جسدي بالضوء...
أمسيت أرقب تنفس المراعي وبعض الخبيث يسكن صدري وفمي.. رفض المطر سلوكي الغبي فأطفأ جذوة سيجارتي برذاذه.. تكاسلت عن التدخين وعن الغناء للشياه.. راق لي منظر الغيوم الغامقة السواد وهي تتشاغب مع بعضها البعض على مساحة واسعة من السماء.. أمسكتْ ببصري لما رأيتها تناور لإغراق الوديان وتكوين السيول، والخراف...
الموت قرين الحياة، الحزن قرين الفرح، الفناء قرين البقاء، بالأثر الحسن والصيت الطيب، هنا في قصة قارع الطبل وطائر الليل نستدعي الخطاب السيميائي في جماليات تلقي هذا النص القصصي، ويجعلنا نتساءل به من منطلق متعة القراءة هل أصبح من الممكن أن نطلق على فن الإبداع القصصي، أنه قد تحول إلى نص تفاعلي متداخل...
فتاةٌ عطشى، تنظرُ إلى كأسٍ مكسورةٍ، تريد أن تشرب الحثالة، يداها ترتعشان لا تستطيع، تخشى الكأس المكسورة، تخشى الظمأ الأبدي، تخاف نزف المشاعر المحبوسة، تحلم أن تحظى بفاتن، يمزّق أحشاءها شوقٌ دائم للزغاريد، تهفو نفسُها ليل نهار إلى أنوار ملونة، ورقص وقُبَل مباركة لها، غشيتها كآبة، جفلتْ من جيش...
البيدر مطعون بالسيف.. الأشجار تتيممُ بالغبار.. الأغصان مسامير واقفة.. خراف الأمس الراكضة أضحت بذورًا منثورة.. الطيور الميتة أمست علامات عبور للرحل.. متى تلد الصخور مياه؟ متى يأكل السرو فاكهة ناضجة؟ متى يبني العصفور عشه وتفتح الصغار مناقيرها مناديةً أبويها بزقزقة مخنوقة؟ آه! منذ زمن لم أسمع...
أتمنى أن تفتح هذه الورقة النقدية آفاقاً ابداعية لفاعليةِ القراءة النقدية، وأنْ تجعل القارئ أو المستمع يتحرك في خطٍّ متواز مع حركة النصوص الإبداعية في ساحتنا الأدبية . فالفاعلية المنشودة داخل هذه الحركة هي النقطة التي تنطلق من القارئ ومن ثمَّ تعودُ إليه ثانية . وعلى أساسها تبنى الذائقة الجمالية...
القاص #ناصر_الجاسم في مجموعته تلك تُسرد الأحداث داخل سور تم تشييده سلفاً بعيداً عن التكوينات الاجتماعية مدنية كانت أم حضارية، وذلك من خلال ما يعرف بالتجاوز الأسطوري بين "الجنية" كوجود غيبي معني بخلق الرعب في وجدان الخيال الجمعي وعند استلهام مضمونية الفعل لـ "عشتروت" تلك الأسطورة الكنعنانية "أخت...

هذا الملف

نصوص
106
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى