إيناس سيد جعيتم

خرج من البيت مسرعًا متحررًا من قيود كبَّل نفسه بها عن طيب خاطر، قفز درجات السلم في خفة ملقيًا على كل درجة منها أحد أغلاله ، ما إن وصل الشارع حتى طفت خطواته وكأن قانون الجاذيبة قد تغير خصيصًا من أجله، تنقل بين المواصلات غير عابئ بالزحام ، وصل ووقف منتظرًا صديقه على الباب بلهفة ، متطلعًا للدخول ،...
ملقاة علي السرير كجثة هامدة لا تقوى على الحراك، لا يظهر من صور الحياة عليها سوى دمعات تنساب على وجنتيها في هدوء، تسمع خطوات تقترب من الباب، تتكوم كجنين محتضنة ركبتيها وساقيها تغمض عينيها متظاهرةً بالنوم، يفتح الباب، يقف عنده يتفحصها ببصره، يقترب منها ويجلس على حافة السرير، ترتجف عندما تشعر بيده...
* القراءة وإن كان أحد ما قد كتب عن العشق ولحظة التجلي في عوالم موازية لا تكاد تظهر للعين العادية، فأبدع في خلق تلك الصورة السحرية الخيالية التي لم يستحضرها أحد من قبل، فهي الكاتبة المذهلة إيناس جعيتم لأنها خلقت عالما بديلا لا يتكرر ولا يكاد يحيط بالقارئ حتى يثير فيه تلك المشاعر المختلطة...
حول المقامِ أحومُ تحملني أدخنةُ المباخر، أترنح مثقلًا بأناتٍ ونحيبٍ يزيدون عجزي، يتجمعون حولي مستنجدين متباكين متوددين، كفوا كفوفَكم عن سياجي الذهبي، عيونُكم المتضرعةُ توخزُ خضارَ مخملي فأغمضوها، صوتُ المؤذنِ يريحني من همهماتِكم والشمسُ الغائبةُ تقربُ مبتغاي. يا الله..كم أتوقُ إليها!.. عيناها...

هذا الملف

نصوص
4
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى