يا نبيّ الحكاية
هذا الوطن الفاغر فاه،
من حجم الصرّخة المكتومة،
المكتومة في حنجرةٍ تشققت
وصارت هتاف الحناجر المكلومة،
هذه الصرخة المنحوتة بحجر الرّمل،
الرّمل المتطاير برذاذ العطش
العطش المنقوع في الجُبّ،
والجُبّ لا سيارة تعبر سبيله،
ولا دلاء تدل عليه،
هذا الجُبّ وهذا الماء
وهذي الأشلاء المنشورة...
صورة على الجدار والبيت طين
والشّيد المالس كان بيدِ أُمي
أمي التي رشقت وجهه ليضيء حُلمنا
أمي التي كانت تعجن الفجر
برائحةِ الطابون
الطابون الذي يُدفئ خُبزنا
والخبز يعطي رائحته للصباح
ونحمل الدّعاء حِرز يومنا
أُمي كانت تمسح الصورة بشفتيها
وبشيءٍ من الكلام
صورة على الجدار كان أخي
أخي الذي نسيه الوقت...
لم أحظَ بحكايات عن مدنِ البحرِ أو قرى وبلدات قضاء حيفا ويافا وعكا أو اللد والرملة وبيسان من جدي أو جدتي، أو من أبي وأمي، ولم أحمل "كرت المُؤَن" و"اربط" باكرًا أنتظرُ شاحنةَ الشادرِ الأبيض في ساحةِ المؤنِ في عرابة قربَ بوابةِ دارِ موسى في الحارة الشرقية، أو في ساحةِ البريدِ في الحارة الغربية،...