شرب القهوة برشفة واحدة وتلمظ ، وأخذ يملأ غليونه من كيس صغير بين يديه والجمع من حوله ينتظر قصته بفارغ الصبر ، فتكلم وهو يمد يده إلى كومة النار أمامه ليأخذ له عوداً يولع به غليونه .
.... الصبر إذا ما حلّ القضاء والقدر ، فقد سيدي كل شيء في تلك الليلة ، ليلة الانتقام الهائلة ، فقد قبيلته ، أملاكه...
مضرجاً بدمائه ، ولم يكن انقاذه إلا بعد أن رمي الحصان بالرصاص ، ولما نقلناه إلى المستشفى اعلمنا الطبيب إن والدي إذا عاش فسيعيش رجلاً مقعداً لا يقوى على السير ، وإن وجهه سيتشوه ، علاوة على إنه فقد بصره أيضاً .
كان وقع هذا النبأ علينا عظيماً ، ومرت الأيام الأولى علينا إثر خروجه من المستشفى كالحلم...