د. يوسف حطّيني

أخيراً.. سيعود “شاهد” إلى مدينة العين.. سيعود ليسبب لي المتاعب من جديد. شهر كامل مرّ على غيابه في إسلام أباد، ارتاح وأراحني.. ارتاح إذ احتضن أمه بساعديه القويتين، وتوسّد ذراعها الهزيلة النحيلة. وأراحني إذ خلّصني من سطوه الذي لا يتوقف على زبائن الصالون.. “شاهد” صياد ماهر، كان إذا دخل أيّ...
يهبط أبوه على الناس ليلاً موجعاً كقدرٍ محتومٍ، فيتفرق الرجال مثلَ نُدَف القطن، وتجري النساء فزعاتٍ في كلّ صوب، بينما يتبول الأطفال في ثيابهم، ولا يبقى حولَه إلا رُعْبُ السكون.. أما عبدو الذي ولد في ظهيرة قائظة فقد استطاع في طفولته المبكرة أن يكسر حبة جوز بأسنانه، ومنذ ذلك الحين اكتسب لقب “أبي...
(1) كَذَبْنَا علَيْنا افترَيْنا عَلى نَوْرَسِ العِشْقِ عَاماً فعَامَا هنيئاً لنا عيدُ نيسانَ نحملُهُ فوقَ حِقْدِ الصُّدورِ وسَاما جديرونَ نحنُ بهِ كم رسَمْنا بِحِبْرِ النَفاقِ غَمامَا لتحبَلَ أرضُ العُروبةِ مِنْ حُلْمِنَا عزةً وخُزامى كذَبْنا علَيْنا وكنّا حكايةَ برقٍ بلا مَطَرٍ فاستحالَ...
إذاً .. سأطيرُ نحوَ نهايتي يومَا وهذي النفسَ سوفَ تزيحُ ما أحسستُه وهمَا وفي نزقٍ قميصُ الرّوحِ سوف يُغادر الجسمَا وقلبي الموجعُ المكلومُ سوفَ يعانقُ الحُلْمَا إذاً سأطيرُ نحوَ الضّفّة الأخرى أرى حولي ملائكةً بأجنحةٍ أثيريّهْ أعاتبهم: أنا لم أحتفلْ يوماً بفجرٍ مقدسيّ الروحِ في أفراحِ أمسيّهْ ولم...
ثمّةَ تساؤلٌ يطرحه المشكّكون باستقلالية القصة القصيرة جداً[1] (بوصفها نوعاً أدبياً داخل جنس السرد) حول الفروق الجوهرية التي تجعل منه فنّاً مستقلاً، ما دام يشترك مع فنون السرد الأخرى (وخاصة القصة القصيرة) في كثير من الأركان، ويستخدم التقنياتِ ذاتها، ليمنح الحكاياتِ دلالاتِها المرجوّة. سنبدأ من...
كانت المدينة تمتد حوالي امتداداً ضبابياً: لا شوارع، ولا أشجار ولا عصافير، أتمشى فيها، أنظر حولي، أرى أهلها بلا رؤوس، تحيط بي أسئلة مبهمة. السماء مسقوفة بالغيوم الصلدة، لماذا تعشعش الغيوم في السماء؟ هل يكذب البصر أم المتنبئ الجوي الذي زعم أن الجو صيفي هذا اليوم. أفكر أن أهرب من الناس الذين لا...
يجوبُ العواصمَ بحثاً عن الحبرِ كي يجدلَ الشِّعرَ قافيةً لاصفرار الخريفْ ويسعى، برغم العراءِ المسجّى على منكبيهِ، إلى جلسةٍ تحتَ ظلٍّ وريفْ يطلّ على شارعٍ من ضبابِ الفجيعةِ يحملُ كيساً على ظهرهِ الكهلِ خمسينَ عاماً، وفي وجههِ بسمةٌ كاحتمالِ الرّغيفْ وقد يكبرُ الخبزُ في حلمهِ فجأةً ربما يرتدي...
أن يأتي رجل إلى بيتك، ثم تعانقه زوجتك بشبق ظاهر أمر لا تستطيع أن تتخيله، وإذا كان خيالك فضفاضاً إلى هذه الدرجة المفزعة، فإنك لا تستطيع أن تتحمله، ولكن، ببساطة، هذا الذي يحدث دائماً: * * * قمتُ خفيفاً إلى صلاة الفجر، عددتُ حبات المسبحة عشرات المرات، قرأت جزء تبارك الذي بيده الملك، ثم صنعت فنجانين...

هذا الملف

نصوص
8
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى