شيء جميل أن تعرف يقيناً أن النهاية واحدة و ليس هناك ثمة فرصة للتغيير،يتسرب هذا الشعور الدافيء إلى كل ليلة بينما أنازل النوم في معركة متواترة، أعلن فيها انتصاراتي في أحسن الأحوال مختلسةً دقائق معدودات بين الفجيعة والأخرى، أتعلق بدقات عقارب الساعة الواقفة دائماً عند حدود دهشتي .
الثالثة فجراً...
تتحسسها بحرصٍ شديد، تمرر أناملها الصغيرة على قشرتها في نهم , تضع ثغرها المنمق عليها في لحظة عناق، نظرات عينيها مسلطة على الجميع تحملان رسالة تحذير: “لا تنظروا إلى حتى أُنهي لقائي بها “
أرُقبها بعينين من الشفقة واللهفة، لمعرفة ماذا سيحدث في هذا اللقاء ؟!.
تقشر قشرتها البرتقالية السميكة بعناية...
بدا لي المكان كرواية قديمة أعيدت صياغة مفرداتها من جديد دونما الحفاظ على مضمونها الأصيل، بينما أتجول في شوارعنا القديمة حاملاً بيدي حقيبة سفري المنهكة من طول الطريق الذي سرت فيه نيفاً من الزمن، قطعته عدواً كأني أصارع حيوانا باطشا، غلبني الشوق والحنين، فلم أفق إلا وأنا أمام صفحة وجهها الممتلئة...