في ذلك اليوم، بعد غياب طويل، دخل مكتبي، وكعادته بكامل أناقته ..
توقف أمامي، ونظر إلي طويلًا، ثم تملكته حالة من الشجن ، فرائحة المكان وقد أصبحت عابقة فى أنفه وحده ، فذلك لانها قابعة فى قاع ذاكرته ، ، ثم وكأنها بخار يتكثف ويكوِّن وجهاً يعرفه ، ثم تخونه تلك الذاكرة فينقشع مع البخار ، ولا تزال...
كلما سألت امى كيف جئت إلى الدنيا يا امى ؟ ، كانت تقول لى لقيناك على باب جامع ثم تضحك ، ومرة اخرى اشتريناك من سوق الجمعة اللى جنبنا ، ومرة ثالثة تقول جبناك من الملجاء ، ظللت الح عليها كل مرة ان تقص لى التفاصيل وأيهم هى الحقيقة ، كانت تضحك قائلة . ياواد احنا بنهزر .. لم أُكمل وقتها الستة سنوات...
انها قراءة خاصة غير متخصصة فى رواية "مئة عام من العزلة" للأديب الكولومبي غارسيا ماركيز ، والتى صدرت فى 1967
فرواية "مئة عام من العزلة" تندرج بحسب تصنيف النقاد فى العالم انها ضمن الواقعية السحرية في الأدب ..
تمثل هذه الرواية التي حازت على جائزة نوبل في الأدب عام 1982، لربما تكون السابقة...
أشرقت شمس الصباح بإحدى مزارع تربية الدواجن المنتشرة في صحراء الهايكستب في منتصف السبعينيات، أطل من نافذة غرفة استراحته على الخضرة أمامه، إنها بعض شجيرات الطماطم مع شجيرات الفلفل الأخضر والجرجير، والتي تمد العاملين هنا ببعض مكملات الطعام الذي يصنعونه في استراحاتهم، حول تلك الشجيرات سورٌ وهمي من...
أحياناً نحيا علي أمل أن نحيا مرة أخري في حياة أخري .. مكافأة لنا عن حياتنا هذه ..
يوماً ستجد نفسك فى حيز من الزمن ، وترى مختصر من حياتك فى أحداثٍ تبلور دنياك ، لتعرف من انت وكيف تعيش لتكتشف ان لا هدف منها سوى ان ترى وتشعر بشىٍ ما ، شيئاً من العذاب ، او من الصعاب او قليلاً من السعادة كالعادة ،...
كان عندما يواجه أمراً او موقفاً يحتاج التمهُّل ، فيأخذ فى العد من واحد الى ماشاء من ارقام حتى يصبح فكره إيجابياً ، فيضمن التصرف الحكيم فى مثل تلك المواقف الصعبة .. ولكنه فى لحظة حرجة من حياته نسى القاعدة ، واسرع برد الفعل الذى بدّل حياته من سيئ الى كارثة .. فكان السيئ فى حياته هو الجنة بالنسبة...
جلست تبكى وتحكى ... عشنا فى الماسأة زمناً ليس بالقصير .. أُصيب بالإكتئاب إحساساً بانه مجرم .. نعم أُصدقهُ بكل جوارحى انه لم يخوننى بعد العهد ، بعد ان كان العوباناً و قبل ان تبداء قصة حبنا ، فدبلة زواجنا تشهد عليه... نعم أُصدقه حتى بعد أن أصبحت أنا أيضاً مريضة ، فلم تكن صدمتى بمرضى مثل ما كنت فيه...
لماذا كان نصيبى عادل ، وانت لم تكن موجود حينئذ ، بل انا التى لم اكن ولدت عندما كنت انت فى مثل عمرى ، لماذا تأخر لقاؤنا هكذا ، ولماذا اللقاء لم يكن من سنين ، لماذا لم اكن انا معك فى نفس الزمن ،
لماذا روحك تجسدت فى بهائك مبكراً .. ثم تنتظرنى كثيراً ، لقد كان ميعادنا عندما تفتحت زهورى ، وحان...
هذا الكيان الصغير الذى تتداوله الأيادى بين تباين الأمكنة والظروف والبيئات، دون دراية عما يصيبه بقصد أو دون ، يُشَكَل وجدانه ،داخل رقعة الظروف المقسمة بين الأبيض والأسود يتنقل بينها كقطعة شطرنج .. كيان لا يملك من نفسه شىء ، ، فمن مكانٍ الى آخر ومن بيئةٍ الى بيئة ، تجعله فريسة الظروف ، كقطعة لحم...